أكد هنري غينو المستشار الخاص للرئيس الفرنسي ضرورة أخذ البعد التاريخي في مشروع "الاتحاد من أجل المتوسط" الذي تسعى له فرنسا، واعتبر أن الجزائروفرنسا لا ينسيان الجرائم التي "ارتكبها هذا الطرف أو ذاك" خلال الفترة الاستعمارية. وقال غينو، المعروف بأنه أبرز المعنيين بمشروع الاتحاد من أجل المتوسط من بين المقربين بالرئيس الفرنسي "إحدى أكبر نقاط ضعف الدبلوماسية المعاصرة تتمثل بنسيان البعد التاريخي واعتبار كل ما يتعلق بالماضي ثانويا بينما هو جوهري". وأضاف "لدينا سياسة الجغرافية ولكن أيضا سياسة التاريخ"، وذكر بما يقوله ساركوزي عن أنه "فرنسا اعتقدت أنه إذا أدارت ظهرها للمتوسط تدير ظهرها للماضي بينما في الواقع هي تدير ظهرها للمستقبل"، على حد قوله لصحيفة (لوفيغارو) التي سألته عن تأثير التراث الاستعماري لأوروبا وفرنسا مع الدول المتوسطية، خلال حديث مشترك مع الباحث الاستراتيجي باسكال بونيفاس حول الاتحاد من أجل المتوسط. وتعرض غينو إلى علاقات بلاده مع الجزائر، وصرح "على سبيل المثال مع الجزائر لا ينسى أي طرف شيئا بخصوص جرائم هذا الطرف أو ذاك، ولا ينسى معاناة هذا الطرف ولا ذاك ولكن الآن سنبني المستقبل لأنه كما قال الرئيس (الجزائري عبد العزيز) بوتفليقة إننا محكمون بالعمل معا بسبب الجغرافية والتاريخ واختلاط شعوبنا"، في فرنساوالجزائر. ورأى غينو أن ذلك "لا يمحي كل التاريخ المشترك ولكنه يمحي هذا النوع من الأخلاقية العقيمة التي تصر على أن تطلب من الأبناء التكفير عن أخطاء آبائهم" على حد قوله. ويذكر ان الرئيس الفرنسي يرفض الاعتراف ب"جرائم" فرنسا في الجزائر خلال الفترة الاستعمارية كما تطالب الأخيرة بذلك.