أكد الرئيس السابق اليمين زروال عدم ترشحه لرئاسيات آفريل 2009، وشرح في بيان مطول الظروف التي رافقت قرار تخليه عن السلطة في 11 ديسمبر 1998 قائلا "قرار تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة لم يكن نتيجة مناورة سياسية ولا نتيجة أي ضغط داخلي بل هو قرار نابع من قناعة عميقة.. فقد قررت بكل حرية التخلي نهائيا عن مساري السياسي". مضيفا بأن قرار اعتزاله السياسي نهائي ولا رجعة فيه وذلك حتى آخر حياته "قررت بكل حرية التخلي نهائيا عن مساري السياسي اعتقادا مني بأن الوقت قد حان لتجسيد التداول على السلطة بما يضمن وثبة نوعية لأخلاقياتنا السياسية والممارسة الديمقراطية خاصة وأني لا أكاد أتصور مفهوم الرجل الملهم أو المنزل كمفهوم لم أومن به مطلقا". وبخصوص قرار مغادرته قصر المرادية قبل نهاية ولايته الرئاسية التي انتخب فيها قال الرئيس السابق "من منطلق قناعاتي العميقة بأن الديمقراطية لا يمكن أن تقام حقا". و تابع " تأثرت شديد التأثر بكل المشاهد المفعمة بالثقة والمودة الفياضة إزاء شخصي المتواضع" . وسرد زروال فترة مجيئه للسلطة عام 1994 قائلا" كنت قد قبلت بالفعل التكفل بشؤون الدولة في ظروف كانت غاية في التعقيد والصعوبة، من أجل تحقيق جملة من الأهداف التي أعتبرها كلها أساسية"، وأوضح أن هدفه كان إعادة الأمن "وإذكاء روح المواطنة لدى كل القوى الحية للأمة وإعادة بناء الصرح المؤسساتي، وبعث التنمية الإقتصادية والإجتماعية وإعطاء المكانة اللائقة للجزائر في محفل الأمم". وقد تطلب ذلك يقول الرئيس الاسبق " خوض معركة ضارية و لا هوادة فيها للتصدي لموجة العنف التي كانت تلقي بظلالها على البلاد في شكل إرهاب وحشي لم تكن غايته إلا زعزعة النظام الجمهوري للدولة"، كما جاء في بيانه " وقد كان لابد لمطلب إستعادة الأمن، أن يسمح للجزائر بالمحافظة على كيانها وقد تعززت هذه الثقة بعودة الآلاف من الجزائريين إلى ذويهم بفضل تدابير الرحمة، وقد أثبتت بأن السبيل الذي إنتهجه الكثير من الشبان الجزائريين المغرر بهم قد كان طريقا مسدودا ولا طائل من ورائه". وفي شهادته على فترة حكمه، يروي زروال، أن "تقويم البلاد لم يكن يتطلب يومها تعبئة القوات المسلحة فحسب، بل تطلب أيضا توظيف حس المواطنة لدى كل القوى الحية للأمة من أجل التغلب على وحش الإرهاب"، مضيفا أنه رجل حوار قائلا في بيانه " تلكم هي الروح التي تم على أساسها مباشرة الحوار الذي أقيم وكرس كإطار مفضل للتشاور مع كل الجزائريين والجزائريات".