خلفت، تنحية إمامين من مسجد الوفاء الكائن بحي العقيد لطفي بوهران وتعويضهما بإمام آخر دون ذكر الأسباب، فتنة كبيرة الأسبوع الفارط، كادت أن تتحول إلى ما لا يحمد عقباه، خاصة أن الأمر يتعلق بإمام معروف بالولاية يسمى الشيخ فيزازي الذي كان له الفضل في توبة بعض مغنيي الراي على غرار الشاب جلول وكذا توبة كثير من متعاطي المخدرات الذين أصبحوا من مرتادي المسجد. الشيخ فيزازي معروف بقدرته رفقة زميله الشيخ نعوس على التأثير في المصلين من خلال خطبهما الدينية المعتدلة، حيث يمتلئ المسجد عن آخره قبل الثانية عشر نهارا يأتون من كل صوب وحدب ومن ولايات مختلفة، وهذا دليل على شعبية الشيخ فيزازي الذي أفاد من خلال اتصال هاتفي أنه صعق من هذا القرار المفاجئ الذي لم يعرف سببه بعد والذي انتهى بتوقيف الإمامين يوم الأربعاء الماضي. كما أشار الشيخ فيزازي إلى الفتنة التي وقعت خلال صلاة الجمعة الماضية عندما أقدم مصلون على طرد الإمام الذي عينته مديرية الشؤون الدينية احتجاجا على التنحية، ولولا تدخل العقلاء لآلت الأمور إلى ما لا يحمد عقباه حسب من كانوا في المسجد، حيث اضطر عدد كبير من المصلين إلى مغادرة المسجد ورفض الصلاة خلف هذا الأخير، مطالبين بكشف الأسباب الحقيقية وراء هذا التوقيف التعسفي حسب ما وصفوه. وأشار مصلون إلى أن مدير الشؤون الدينية يريد بهذا القرار زرع الفتنة والشقاق بين المصليين، في وقت كان فيه الإمامان المعزولان يسعيان دوما في خطبهما إلى دعة المصليين إلى التواد والتراحم والتكافل، ولم يشك أحد من الناس في خطاب الإمامين مشيرين إلى أنه عوض أن يهتم مدير الشؤون الدينية بتوفير أئمة يدعون إلى التآخي ونبذ العنف يسعى هو نفسه الى إثارة الفتن وشق صف المصلين، عكس ما تدعو إليه السلطات الرسمية، في وقت تحتاج فيه الجزائر إلى دعاة مثل الشيخين فيزازي ونعوس يتم توقيفهما بطريقة إستفزازية للمصليين. بالمقابل، قلّل مدير الشؤون الدينية حسين بلقوت من حجم ما وقع، معتبرا أن الشيخين فيزازي وزميله نعوس كانا ينشطان بطريقة غير شرعية، حيث لم يتم أبدا اعتبارهما إمامين مرسّمين، حيث أنهما تلقيا إذنا من طرف بناء المسجد الذي تكفل بأمور تشييده، حيث قال مدير الشؤون الدينية "مسجد الوفاء كان في نظرنا من دون إمام، وقد قمنا بتعيين خطيب مرسّم، لأنهما كانا يتطوّعان فقط ولا تربطنا معهما أية وثيقة". من هنا دعا المصلون وزير الشؤون الدينية إلى التدخل وإرجاع الإمامين إلى منبرهما، درءا للفتنة وتحقيقا لوحدة الصف. يذكر أن الشيخين فيزازي ونعوس ينشطان برنامج وأفعلوا الخير اللذي يبث سهرة كل جنعة على الشروق تي في ويساهمان في مد يد العون للأرامل واليتامى والمرضى وأصحاب الحاجة ويحضيان بحب وإحترام المشاهدين.