نفذ المواطنون الجزائريون تهديداتهم بمقاطعة الإنتخابات المحلية التي جرت الخميس وذلك بسبب الأداء الباهت أغلب المجالس الشعبية البلدية خلال العهدات الماضية، والذي فضحته الأمطار الأخيرة التي تساقطت على مختلف مناطق الوطن والتي عرت العيوب التي عجز"الأميار" والمنتخبون عن تصليحها إلى أن وصل الموعد الإنتخابي الجديد مع بلديات عاجزة حتى عن مقاومة الأمطار المتساقطة.. الأرقام تخالف التوقعات ورغم هذه الظروف الخاصة جدا التي جرت فيها الإنتخابات في الجزائر إلا أن الأرقام المعلنة من قبل وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين يزيد زرهوني خالفت كل التوقعات خاصة قبل الإنتخابات أين اتفق الكثير من المتتبعين على أن نسبة المشاركة لن تتعدى 25 بالمائة في أحسن الحالات، لكن وزير الداخلية تحدث عن نسبة 34 بالمائة نسبة مشاركة في حدود الساعة الرابعة مساء أي قبل ثلاث ساعات كاملة من غلق مكاتب التصويت، مما يعني أن النسبة مرشحة لتجاوز عتبة الأربعين بالمائة وقد تلامس الخمسين بالمائة التي سُجلت خلال الإنتخابات التي جرت العام 2002. المحليات ليست كالتشريعيات.. ورغم ذلك فإن هذا النسبة تمثل كذلك عزوفا انتخابيا في نظر المتتبعين والمراقبين الذي يؤكدون أن أمر الإنتخابات المحلية يختلف كثيرا عن أمر الإنتخابات التشريعية، لكن ذلك لم يشفع في تحقيق نسبة مشاركة مرتفعة أو تحفظ ماء الوجه على الأقل، وهو ما يفسر بمدى السخط الذي يبديه المواطنون الجزائريون تجاه المجالس الشعبية البلدية التي عششت البيروقراطية في أغلبها.. حيث لم يعد في إمكان المواطن البسيط قضاء أبسط الأمور من البلدية اللهم إلا بعض الأوراق التي يستخرجها من مصلحة الحالة المدنية وفي بعض الحالات بشق الأنفس. نسيم لكحل (الشروق اون لاين)