بعدما نشرت جريدة الشروق اليومي معاناتهم قبل 04 أشهر سارعت الحكومة ووزارة التضامن لمراسلتهم طالبة منهم ملفات قصد ترحيلهم في آجال لا تتعدى رمضان الماضي وهذا ما لم يحدث مما زاد من معاناة 15 عائلة من فئة الطفولة المسعفة تقطن بمركز إعادة التربية 01 ببئر خادم منذ 24 سنة في ظروف كارثية وهذا ما جعل العائلات تهدد برفع دعوى قضائية ضد وزارة التضامن الوطني التي كانت سببا اثر غلق حي الطفولة المسعفة الكائن بحي الاستقلال" بوبيو" سابقا بقرار وزاري صادر آنذاك عن كتابة الدولة للشؤون الاجتماعية . وبعدما كان الحي ملاذا أمنا للأيتام لاحتوائه على المرافق الضرورية إلى جانب أقسام تعليمية و ورشات للأطفال يشرف عليها مربون مختصون جاء قرار الطرد ليفرق شمل "200 طفل مسعف" فباستثناء الأطفال الذين وجدوا لهم ملاذا آمنا وسط أسر تكفلت بهم تفرق البقية بين مختلف مراكز الوطن –فئة منهم وضعت في مستوصف المحروقين سابقا التابع لمستشفى مايو بباب الواد والبعض اخذ إلى كل من قسنطينة وقالبمة ووهران وتنس ولمدية "مصيرهم اليوم مجهول". في حين زج بآخرين في مركز إعادة التربية 01 ببئر خادم أين تقاسم الأطفال الأيتام المكان مع المسجونين الأحداث الذين كانوا يفوقونهم سنا رفقة أصحاب السوابق العدلية والمحكوم عليهم بمختلف العقوبات – ويقول السيد نورين إبراهيم رئيس جمعية الآمال وأحد هؤلاء الأطفال الذين نتحدث عنهم والذي صار اليوم أبا لطفل يبلغ سنه 16 سنة " نحن اليوم نريد مقاضاة وزارة التضامن لأنها ظلمتنا بحكم صغر سننا آنذاك حيث كنا نجهل الوجهة التي أخذونا إليها والمصير المظلم الذي كان ينتظرنا كما أنهم وعدونا قبل 24 سنة أنهم سيحولوننا إلى مراكز لائقة لا كنهم لم يلتفتوا إلينا وتركونا في غيابات الضياع "ويضيف نوردين "ظلمنا عدة مرات بدأ من غلق حي الطفولة وبذالك توقفنا عن الدراسة والتكوين المهني الذي كنا نزاوله بالحي ووصولا إلى رمينا بمركز إعادة التربية ببئر خادم وفضلا عن تقاسمنا المكان مع المافيا حملت بطاقتنا الشخصية عنوان المركز ومن ثم ينظر إلينا أينما ذهبنا كأحداث متورطين في جنح وجنايات ونحن لسنا كذالك مما صعب من عملية إدماجنا في مجتمع لا يرحم ..." بعد 24 سنة .. المعاناة تتواصل والمصير مجهول الأطفال الأيتام الذين تركوا بالمكان منذ 24 سنة كبروا وشكلوا اليوم عائلات. تقطن في شبه غرف لا تتعدى مساحتها 10 متر مربع تدخلها مياه الأمطار .... وإضافة إلى ذالك واجهوا عدة مشكلات على غرار الدعوة القضائية التي رفعتها ضدهم مديرية النشاط الاجتماعي لولاية الجزائر قصد طردهم السنة الماضية والتي تقضي بإخلاء "شبه غرف" التي يقطنونها ويقول وقد قدمت هذه العائلات ملفات خاصة بالسكنات الاجتماعية منذ أكثر من 10 سنوات ولكنها لم تستفد من أي عملية ترحيل لسبب واحد وهو "أنهم من فئة الطفولة المسعفة" وهذا بعد سلسلة من الوعود التي لم تأتي بأي جديد .. اليوم هذه العائلات تسعى لطبع كتاب يحكي عن ماساتها ستنشره بعد شهرين وهي تلح على التدخل المباشر لرئيس الجمهورية لإنصافها واسترداد حقوقها.