مرة أخرى، عادت (الإشاعة) لتصنع الحدث لدى عامة الناس الذين استغلوا امتلاك معظم الجزائريين لهواتف نقالة لينقلوا الإشاعة بسرعة البرق ويتداولها الملايين من الجزائريين الذين يمتلك معظمهم الهوائيات المقعرة ويطلعون على جديد العالم عبر الأنترنيت، ومع ذلك صدقوا هذه الإشاعة التي تقول إن الرسام الكاريكاتيري الذي قام برسم رسول الإسلام - صلى الله عليه وسلم - بأشكال مهينة للمسلمين قد مات حرقا... والغريب أن هذه الإشاعة (آسماس) سبق لها أن انتشرت العام الماضي، لكنها لم تلق ذات الرواج الذي لقيته هذا العام، ومع أن مثل هذا الخبر كان من المفروض تداوله إعلاميا مع وجود آلاف الفضائيات والصحف، بما فيها الإسلامية، إلا أن الناس صدقوا الإشاعة وبنوا عليها معتقداتهم، وفيهم من راح يسجد شكرا لله ويتصدق على المساكين، رغم أنه لا يوجد أي دليل واحد على صحة هذه الإشاعة.. إضافة إلى أن الدانماركيين أنفسهم لا يعلمون اسم الرسام المتطاول على رسولنا الكريم، لأنهم في الحقيقة مجموعة من الرسامين الهواة وليس رساما واحدا.. وقضية "الأسماس" الأخيرة تشبه ما كان يتداوله الناس خلال سنوات سابقة عن رسالة بعث بها رجل صالح من السعودية وطلب إعادة كتابتها، وإلا أصيب رافض كتابتها بمكروه أو أصيب أهله، ناهيك عن إشاعة المرأة الممسوخة بسبب تطاولها على الله تعالى والتي أصبحت حديث المواطنين في بداية القرن الحالي.. المشكلة أن التعدي على رسولنا والقرآن الكريم لم تبق في الدانمارك والغرب فقط، وما نقلته الشروق اليومي من مدينة العلمة بولايات سطيف وڤالمة وتيزي وزو يدل على أن الإسلام يتعرض لحملة شرسة، ليس في الغرب وإنما أيضا في دياره وبكل الطرق والوسائل وليس بالكاريكاتير فقط. ب/ عيسى