استطاعت الإشاعة أن تصنع مكانا لها بسرعة البرق خلال الأيام الأخيرة، مع الحدث الكبير الذي تعيشه البلاد والمتمثل في لقاء مصر الجزائر، حيث كثر الكلام حتى دون التأكد أحيانا من مصادر الخبر، وتبث الإشاعة بسرعة كبيرة بين أوساط الناس الذين يتناقلونها من فم إلى أذن، لتنتشر وتصبح قي بعض الأحيان حقيقة يصدقها من أراد تصديقها، حتى وإن تبين فيما بعد أنها مجرد إشاعة، بثت على أمواج إذاعة "راديو طروطوار". اعتاد الكثير من الجزائريين تصديق الأكاذيب الملفقة من هنا وهناك، خاصة إذا تعلق الأمر بشيء يخدم المصلحة، دون التأكد لا من مصدر الخبر ولا من نية من يريد بث تلك المعلومات الخاطئة التي تدخل في فن الإشاعة والعمل على أن تصبح حقيقة ، وفي ذلك أمثلة عدة، وقد اعتدنا سماع مثل هذه الإشاعات كلما تعلق الأمر بحدث ما، وما نعيشه هذه الأيام لخير دليل على ذلك، ففي الوقت الذي تنقص فيه المعلومة الصادقة يتفنن البعض في تلفيق أكاذيب يصدقها العوام من الناس ويتداولونها فيما بينهم بعبارة "قالك" ولا يسأل من يسمع ذلك عمن "قالك"، فما حدث في القاهرة خلال الأيام الماضية بعد تداول وجود قتلى في صفوف المناصرين الجزائريين بعد المباراة، جعل الشارع الجزائري في غليان وشحن الشباب على السفر إلى السودان في نية الرد بالمثل، إلا أن تأكيد السلطات في البلاد عدم تسجيل أي حالة وفاة هدأ نوعا ما من روع أنصار الخضر، وقد ساهمت الإشاعة أيضا في توجه عدد كبير من المناصرين إلى مطار هواري بومدين من أجل السفر إلى السودان ظانين أن الرحلة مجانية إلا أنهم وجدوا عكس ذلك ، مرددين أن بعض العناوين الصحفية هي من كانت سببا في تغليطهم . وتواصل الإشاعة مسيرتها في صفوف المناصرين لتطال عناصر المنتخب الوطني عن طريق بعض الأخبار عن اللاعبين والتي في بعض الأحيان لا يفهم البعض ممن يقرؤونها ما المقصود منها ويحولونها إلى إشاعة، ولحسن الحظ أن هناك عدة مبعوثين لمختلف الجرائد مع المنتخب الوطني وبالتالي يمكن التمييز والتأكد من صحة الأخبار، هذا في غياب التغطية السمعية البصرية المرجوة في مثل هذا الحدث الكروي الكبير. وتبقى للإشاعة مكانتها في المجتمع الجزائري خاصة، والتي يحلوا للكثيرين التعامل بها وتصديقها، وفي بعض الأحيان هناك من لا يصدق المصدر الرسمي الذي يعطي المعلومة، ليحتكم لما سمعه عبر "راديو طروطوار" . وقد ساهمت الإشاعة في حدوث عدة خلافات ما بين الناس وطالت حتى العائلات التي تفرقت بسبب إشاعة ما، لفقها من أراد ضرا بها وصدقها من كان ضعيفا ولم يحاول التوصل إلى الحقيقة ليتفادى الفراق.