لأول مرة في التاريخ، تهتم الأوساط الإعلامية والسياسية في عدد من الدول، وفي دول الخليج العربي بالخصوص، بخطبة جمعة من المفروض أن يلقيها الدكتور يوسف القرضاوي، زوال هذا الجمعة، بعد غياب تحوّل إلى جدل كبير حول إمكانية معاقبته، وحتى طرده من دولة قطر، رغم حمل الشيخ القرضاوي جنسية الإمارة، على خلفية خطبة تعود إلى جمعة 31 جانفي الماضي، انتقد فيها دولة الإمارات العربية المتحدة، ونزع فيها شرعية حكامها، وقال بصريح العبارة بأن سياسة الإمارات تضعها في خانة أعداء الإسلام، وأشار إلى أن حكّام الإمارات العربية يهاجمون الإسلام، ويحاولون إطفاء نوره. وخير مثال على ذلك ملايير الدولارات التي يصبّونها في حسابات الانقلابيين في مصر، رغم علمهم بأن هذه الأموال لن تذهب للشعب المصري وإنما للعسكر، كما يقدمون المساعدة لكل أعداء الإسلام في إفريقيا، الخطبة لم تمرّ بسلام حيث ساءت العلاقات بين الإمارات العربية وقطر، عندما استدعت دولة الإمارات سفير قطر في أبو ظبي، وقدمت احتجاجا شديد اللهجة، وخرجت كل البيانات مستهزئة بالقرضاوي، إذ لم تسمّه باسمه، واكتفت بإطلاق تسمية "المدعو عالما"، ثم تفاجأ العالم خلال الجمعة قبل الماضية، والتي تلتها باختفاء الشيخ القرضاوي، عن مسجد عمر بن الخطاب بالدوحة، بالرغم من أنه يقدم منذ أشهر خطابا مسلسلا عن عظمة القرآن الكريم، مع التعريج دائما في آخر الخطبة على الأحداث في سوريا ومصر والبحرين، واقتنع كثيرون بأن قطر عاقبته، بينما قال مقرّبون من الشيخ بأنه مصاب بنزلة برد أرقدته الفراش أكثر من أسبوعين، خاصة أنه شيخ سيكمل سن الثامنة والثمانين بعد سبعة أشهر من الآن، إلى أن أطل مكتب الشيخ القرضاوي، بخبر عودته خلال الجمعة الحالية، ليثير فضول الإعلاميين والساسة الذي قرّروا تغطية خطبة جمعة اليوم، وقراءة ما بين الأسطر، بينما تؤكد مصادر إعلامية بأن الشيخ لن يذكر حكّام الإمارات العربية مرة أخرى، بعد التوتر الذي حدث بعد خطبة نهاية الشهر الماضي، بالرغم من أن قضية الشيخ الأولى، هي ما يتعرض له الإخوان المسلمين في مصر، وهو منهم، واتهامهم بالإرهاب، وهي التهمة التي رحّبت بها الإمارات العربية، ومنحت للذين نطقوا بها صكوكا مالية بملايير الدولارات.