يواصل الراقي أبو مسلم بلحمر، في هذه الحلقة إبراز خفايا القرين الذي يتسبب في إحداث عدة أمراض، كالشرود الذهني، الاكتئاب، الكرب، والوسواس الذي يُعدُّ مرض العصر، فرغم ظهور أناس بشخصية قوية وهيبة لكن في داخله يخزن الوسواس ويضع ألف حساب، مثلا كيف يمكن أن أثبت أن فلاناً مصابٌ بالوسواس؟ إذا أدخلت بروفيسورا مخبريا في حمام للاستحمام مع الناس، أكيد أنه لن يدخل لأنه بحكم تخصصه سيرى أن كل شيء ميكروسكوب، يعني يرى الجراثيم، فيتعقد بعلمه وينقلب عليه نقمة، فالبراءة والعفوية تكون عند من له شخصية قوية. الجن وتأثيره في الهرمونات يؤكد الشيخ بلحمر أن الوسواس نسبي ومساحة تأثيره محدودة، والقرين يمكن أن يتسبّب في أمراض نسبية وليست عضوية، أما الجن فهو الذي أودع فيه الله خصوصيات يمكن أن تؤثر في الهرمونات البشرية وهي تحدث خللاً في توازن الجسم من داخله، في حين يُعدُّ الأدرينالين إفرازا هرمونيا يقع في الدم وهو العامل الوحيد في إثارة عاملي الخوف والتخوف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الشيطان يجري من ابن أدم مجرى الدم" فالنبي لا ينطق على الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى، وعلينا التسليم التام للنص من الكتاب والسنة، مثلا أصحاب البادية يربّون الكلاب إذا رأت الكلاب شخص أجنبيا ستقوم بالنباح عليه، وإن خرج صاحبه حتى وإن كان ملثما ستسكت الكلب تلقائيا، فالأدرينالين بمجرد أن تسقط قطرة دم في فِترة الكلَب وإذا إشتم هذه المادة بحكم الحس الغريزي سيقوم بالنباح على الشخص الأجنبي.
الذئب طبيبٌ متخصص يؤكد بلحمر أن الذئب طبيب بكل المقاييس، ويعد بالتفصيل في الموضوع في الحلقات القادمة، معتبرا في شرح وجيز أن الذئب طبيبٌ متخصص لأنه من الكلبيات، فضلا عن الليث والأسد كلها من سلالة الكلبيات ولها ميزة في حسِّها الزائد، كما لها علاقة متميِّزة مع عالم الجن، فالكلب لما يدرك بوجود مادة الادرينالين في الشخص الذي أمامه ويعلم أنه يخاف منه يقدم على النباح عليه ويطارده، ويمنعه من دخول تلك القرية. ومن السلوكات التي نلتمسها في الإنسان عدم أخذ القرار في المواقف الحاسمة؛ ففي العقيدة الإسلامية الإيمان ينقسم إلى ستة أقسام، فما الإحسان؟ وما الإسلام؟ والإيمان إذن هو أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقضاء والقدر حلوه ومره، يعني القضاء والقدر علاج ناجع، وقد يكون في علاج بعض الأمراض المستعصية، فالتسليم لموضوع القضاء والقدر يريحك راحة روحية.
علاقة القرين بالأمراض العضوية القرين يتسبب في إخافتك وإحداث اضطراب هرموني، فما أكثر الأمراض العضوية فهناك من يصاب بفتحة في الجلد لكن لا يعطيها أهمية، ويتركها تبرأ وحدها، لأنه من أصحاب البادية وله قوة شخصية، ويتغلب على المرض عكس الذي عاش في حيّ راق وتربى في القطن، حتما سيراجع الطبيب ويخضع لتحاليل وفحوص طبية قد تُجرى حتى بفرنسا، وهذا لامتلاكه شخصية منهارة، فشخص البادية له فلسفة القضاء والقدر، هذا لا يعني إذا أصيب أحدكم بمرض يتركه.
كيف نسلّم للمرض؟ يفسر الراقي بلحمر أننا نسلم للمرض بواسطة بساطة العقل الذي يجعلنا نتغلب على القرين، هنا القرين ينسحب ويتراجع عن التخويف والتهويل، لكن القرين عندما يخيفك يحدث لك اضطراب هرموني هذا الاضطراب يعزز المرض وتنعدم لديك المقاومة الذاتية، وهذه المقاومة تفتح لديك المجال للجراثيم والأمراض داخل الجسد، يعني لها تأثيرٌ مباشر وعلاقة متعدية وليس سببية. رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يضع سبابة إصبعه في ريقه ثم في التراب ويقول: "بسم الله تربة أرضنا بريق بعضنا يشفى سقيمنا بإذن ربنا" وحقا يشفى بحينه، لأن أسباب المرض معروفة وأسباب الشفاء معروفة.