يتطرق أبو مسلم بلحمر إلى القرين الذي يترك أثره، خاصة حين تكون المرأة الحامل تتوحم في الأشهر الثلاثة الأولى، وعندما تحب كثيرا أو تكره كثيرا، وتكون لديها حالة من الانفلات حتى أن الزوج لا يطيق زوجته بعدما يلاحظ تغيرا جذريا في سلوكها، غير أن المرأة في قريرة نفسها حين تتجاوز مرحلة الوحم والغضب تدخل في مرحلة الندم، لكنها لا تجيد صيغة حتى تشرح ما حدث خارج إرادتها، فلا بد من راق متمرس لتوضيح مشكلتها والقول إن القرين هو السبب. ويؤكد بلحمر أن القرين يترك أثرا في سلوك الإنسان، فالبعرة تدل على البعير والأثر يدل على المسير، وفقدان الذاكرة أو استرجاع معلومة قديمة يتدخَّل فيها القرين.
القرين عدوٌّ لدود يدعو الشيخ بلحمر خرّيجي الجامعات والباحثين إلى التواضع حتى يمتلكوا معلومة متكاملة، فما نجده في علوم الغيبيات، لا نجده في علوم الماديات وعلى قدر ما يتطور العلم يبقى محدودا، فمن لا يتجدد يتبدد، ومن لا يتطوّر يتدهور، ومن لا يتقدم يتقادم، لكن هذا في حدود التواضع، فنتمنى أن نرقّي أفكارنا قبل أن نرقي عقولنا، فأنا -يقول بلحمر- كلما دخلتُ مجلسا أصرّ وألتزم بهذه الأفكار، لأن قناعتي ولّدت لديّ مناعة، ولا أستطيع أن أترك فكرة دخيلة تخترق أجواء أفكاري. القرين هو عدو لدود متسلط، سِر قوته أننا نجهل هويته ومكان تواجده، حتى البطاقة الرمادية له نجهلها وهل وهو ملازم لنا ملازمة قسرية أم اختيارية أم الإثنين معا؟
دور قرين من الملائكة يقول بلحمر إن الإنسان كائنٌ خلقه الله عز وجل، ووضع أمامه قريناً من الجن وقريناً من الملائكة، نفترض أننا أمام جهاز تلفاز وبالقرب مني هاتف محمول، إذا رن الهاتف حتما سيؤثر في الصوت والصورة حيث يقع تداخل في الذبذبات، يعني هناك قرين من الجن هو الهاتف المحمول الذي يشوّش على الإنسان، لأن هذا القرين من الملائكة همّه أن تكون في الطريق السوي والاستقامة، أما مسألة كيف هذا يستقوي على هذا؟ فهي تبقى عند الإنسان وليس عند القرين، فكلما اجتهدت في الطاعات كان قرينٌ من الملائكة ملازماً لك، والله لا يظلم ولكن لحكمةٍ أرادها، إن الله خلق الخير وأراده وخلق الشر ولم يرده، فإبليس خلقه الله لكن لحكمة أرادها، فبالأضداد تتميز الأشياء، والضد يُظهر حسنة الضد، فلا نعرف الطويل إلا إذا وُجد القصير، ولا نعرف العليل إلا إذا وُجد المعافى، ولا تعرف قيمة الموجود إلا إذا كان مفقودا، نحن لا نتدخل في إرادة الله عز وجل هو كما أراد ونحن علينا التسليم. أن قرين الملائكة مستعد استعدادا تاما لتصويبك نحو الخير والطاعة، والاجتهاد، الإنسان هو الذي يتحكم ولا دخل للقرين في إرادتك، وما عليك سوى الاجتهاد في الطاعات والالتزام بالأذكار للتأثير في قرينك من الجن، وهناك من قال إن هذا القرين يخص نبي الله صلى الله عليه وسلم.
القرين يسيطر عليك في الأحلام القرين يمكن أن يؤثر علينا في المنامات، في الهلوسة، الأنين ليلا، أحد المرضى يروي الشيخ بلحمر، قصده كونه لا يجيد النوم رغم امتلاكه لغرفة نوم فاخرة، غير أنه ينام على الجمر، ويخاف من الوسادة كون الأحلام والكوابيس تلازمه، حتى أن اللعاب يسيل وتتبلل الوسادة، طلب مني العلاج مقابل أن يدفع للراقي أي مبلغ يحدده، أخذته إلى منزل فقير ونمنا سويا على الحصيرة، حيث نام المريض نوم العريس حتى أنه نام نوم الوصال، يعني هناك فرق بين المادة وما تعيشه الروح.