قلل وزير التضامن الوطني جمال ولد عباس من قيمة خريطة الألغام التي سلمتها السلطات العسكرية الفرنسية لنظيرتها الجزائرية في أكتوبر الماضي، وقال ولد عباس أمس في تصريح "الشروق اليومي" أنه " بعد تفحص هذه الخريطة تبين أنها عبارة عن مجسمات (كروكي) لكيفية نصب الألغام وليست لأماكن تواجدها"، ويعاكس هذا التصريح الموقف الرسمي الجزائري الذي عبر عنه قائد الأركان الفريق قايد صالح، عندما أشاد ب"قرار تسليم الحكومة الفرنسية خرائط الألغام إلى نظيرتها الجزائرية". وعلق الوزير ولد عباس تعليقا على هذا "التناقض" بالقول أن "قرار ساركوزي بتسليم خريطة الألغام للجزائر مرحب به، ولكن أعتقد أن هذه الخرائط لو جاءت عام 1962 أو 1963 لكانت مفيدة". وجاء في بيان للسفارة الفرنسية في الجزائر وقتها أن "تسليم هذه الخرائط التي طالبت بها الجزائر يعكس رغبة السلطات الفرنسية في التقدم نحو إزالة الحواجز الموروثة من الماضي وأملها في بناء علاقات ثقة مع الجزائر". وبالنسبة للوزير ولد عباس فإن "الألغام التي تم وضعها عام 1957 من الصعب أن تبقى في مكانها بفعل الأمطار وانجراف التربة، ولهذا فلا معنى لخريطة الألغام التي استلمتها الجزائر من فرنسا"، مؤكدا أن " قوات الجيش الجزائري تقوم بدورها كما يجب بدون الاستعانة بهذه الخريطة التي تخضع حاليا للدراسة"، ويأتي تصريح الوزير ولد عباس بعدم جدوى"خرائط" الألغام الفرنسية، في سياق زيارة قادته أول أمس بولاية سوق أهراس الحدودية التي ينتشر بها 1.5 مليون لغم، إلى مدرسة بلقاسم سالمي ببلدية تاورة التي ما تزال مغلقة بسبب اكتشاف 76 لغما مضادا للأفواج والأفراد وكذا صواعق متفجرة بمحيط المدرسة. وسجل وزير التضامن ولد عباس في تصريح ل" الشروق اليومي" أن " قوات الجيش الوطني الشعبي قامت بدورها حيث نزعت الألغام من المدرسة بينما تم تحويل 387 تلميذ إلى مدارس أخرى وتكليف اختصاصيين في علم النفس للتكفل النفسي بهم، في انتظار فتح المدرسة الشهر المقبل". وتحدث الوزير ولد عباس عن رقم 250 ألف لغم تتكفل قوات الجيش سنويا بنزعها من أصل ثلاثة ملايين لغم ما تزال مزروعة على الشريط الحدودي شرقا وغربا بطول 1160 كلم، وتفيد الأرقام المتوفرة فيما يتعلق بملف الألغام التي زرعها الاستعمار الفرنسي، بوجود 11 مليون لغم راح ضحيتها ما لايقل عن 12 ألف جزائري، ومنذ الاستقلال تم نزع ثمانية ملايين لغم. ومن المهم الإشارة إلى أن البرنامج الوطني لنزع الألغام شرع فيه أول أمس بولاية سوق أهراس الحدودية على أن تشمل باقي المناطق التي تتواجد بها الألغام، وقد تم لهذا الغرض تشكيل لجنة وطنية تتكون من ممثلين عن رئاسة الجمهورية ووزارات الدفاع والداخلية و التضامن" مهمتها متابعة تنفيذ البرنامج الذي يستمر إلى غاية 2012. رمضان بلعمري/ع.قدور