أكد المتدخلون في الملتقى التكويني الثاني حول التكفل بضحايا الألغام المضادة للأشخاص الذي انعقد أمس بمقر وزارة التضامن تحت عنوان التحسيس والتوعية حول مخاطر الألغام والمتفجرات على ضرورة تنسيق الجهود ميدانيا للتكفل بالضحايا وتبادل المعلومات والوسائل الخاصة ببرامج التكفل بالمعوقين ضحايا الألغام التي لاتزال الجزائر تحصي ضحاياها إلى حد الآن· وفي هذا السياق، أشار الأمين العام لوزارة التضامن السيد بوشناق خلادي عبد الله إلى أهمية الملتقى الذي تزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للمعوقين المصادف للثالث ديسمبر من كل عام في تطوير برامج التوعية والإعلام بمخاطر الألغام سواء بالنسبة للأشخاص أو الفاعلين في الميدان والعاملين على إزالتها والتقليل من مخاطرها خاصة بعد ان تسلمت الجزائر في بداية نوفمبر الماضي الخرائط الخاصة بمواقع تواجد الألغام من قبل السلطات الفرنسية· وذكر المتحدث أن عدد ضحايا الألغام لم يتم تحديده إلى يومنا هذا حيث لاتزال هذه الأخيرة تصيب الأشخاص خاصة في غياب التوعية والتحسيس، وهوما تسعى الوصاية بالتعاون مع دولة أجنبية القيام به، حيث تعمل على تشخيص الوضعية على مستوى جميع المناطق المعنية باستعمال الخرائط كدليل لتحديد مواقع الخطر وتحسيس المواطنين بمخاطرها وعدم الاقتراب منها· ولهذا الغرض يتم حاليا اعداد دراسة بالتعاون مع خبراء أجانب من أجل ايصال الرسالة للمواطنين وتبليغهم بمخاطر الألغام والتصرف بحذر في الأماكن المعنية وكذا التكفل بهم في حالة الاصابة· وقد أشار الأمين العام لوزارة التضامن إلى برنامج وطني واسع شرع فيه منذ سنتين وينتهي في 2012 خاص بالتكوين والتكفل بالضحايا والمتابعة وتقييم الوضعية في الميدان خاصة أن الألغام لاتزال تشكل خطرا على المواطنين، مثلما أشار الى ذلك السفير البلجيكي السيد ستيفن بولياس، الذي أكد في تدخله ان الجزائر سجلت أربعة ضحايا للألغام في سنة 2005، مؤكدا على أهمية التحسيس والتكوين في هذا المجال بالتعاون مع عدة دول منها بلجيكا وكندا التي تمول البرنامج الذي شرع فيه السنة الجارية في إطار تطبيق إتفاقية أوتاوا لحظر استخدام الألغام مضادة للأشخاص· وفي سياق متصل، كشف ممثل جمعية المعاقين الدوليين السيد لورون كاغو خلال عرضه للنتائج المؤقتة للدراسة التي مسّت الولايات الأكثر تضررا عن تسجيل 651 ضحية بالمناطق المتضررة بتبسة،341 ضحية بسوق أهراس، و300 ضحية بأدرار آخرها سجلت في الأيام القليلة الماضية، بالاضافة الى ضحايا بالنعامة وبشار، كما تم تحديد أربعة أنواع من التلوث الناتج عن الألغام وأربع أنواع من الأشخاص المهددين بالخطر منهم البدو الرحل، الذين يجهلون مواقع الخطر، والأطفال والنساء· وأوضحت الدراسة التي تنتهي في 2012 أن هناك نوعا من التحسيس في بعض المناطق تقوم به الاذاعة المحلية، المجاهدون، الصور، الخرائط وشهادات الضحايا والمجاهدين· وكانت شهادة رؤساء جمعيات ضحايا الألغام الدليل الدامغ على ما يعانيه السكان بالمناطق التي زرعت بها الألغام، حيث أشار ممثل جمعية تلمسان لضحايا الألغام ل المساء إلى وجود 330 معطوب في هذه الولاية وكانت آخر حالة سجلت السنة الجارية في جبل عصفور، حيث بترت رجل أحد الأشخاص، كما سجلت حالة أخرى في 2005 توفي على إثرها شخص بعد انفجار لغم بدائرة سيدي الجيلالي حسب رئيس جمعيتها السيد حجاوي جيلالي· وكانت السلطات الاستعمارية قد زرعت حسب السيد ولد عباس وزير التضامن الوطني أشرف على اختتام أشغال الجلسة الصباحية للملتقى 11 مليون لغم مضاد للأشخاص دمرت منها ثمانية ملايين أثناء الحرب التحريرية وبقي ثلاثة ملايين لغم تهدد حياة السكان منها 18 لغم عثر عليه الأسبوع الماضي عندما ساءت الأحوال الجوية، كما لاتزال تشكل الألغام التي زرعها الإرهابيون خطرا أيضا، حيث تم تسجيل، يضيف الوزير، سبع حوادث في بداية السنة أدت إلى وفاة ثمانية أشخاص وجرح سبعة آخرين بسببها، مما يتطلب التنسيق والتكفل بالمعاقين ضحايا هذه الحوادث إلى جانب المعاقين بصفة عامة الذين تتكفل بهم الوزارة والبالغ عددهم حاليا مليون و750 ألف و998 معاقا· يذكر أن الملتقى الذي شارك فيه أعضاء اللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة تطبيق اتفاقية أوتاوا لحظر استخدام الألغام المضادة للأشخاص وممثلو وزارات المجاهدين، الصحة والدفاع الوطني يندرج ضمن الملتقى الدولي الذي انعقد بالجزائر في ماي 2005، حيث يختتم اليوم بتنظيم ورشة ثالثة لتكوين جمعيات الأشخاص المعوقين وضحايا الألغام المضادة للأفراد·