حددت دراسة حديثة قامت بها المنظمة الدولية للمعاقين "معاقون أنترناشونال" عدد ضحايا الألغام بالولايات الحدودية ب2079 ضحية و تبقى تلمسان ،النعامة ، بشار غرب البلاد وولايات سوق أهراس. الطارف و تبسة شرق البلاد من المناطق التي تحصي أكبر عدد من الألغام و الضحايا لموقعها على الشريط الحدودي و خلف انفجارها أكبر عدد من القتلى و المعطوبين وسط الأطفال و المراهقين و الرعاة .و تعكف وزارة التضامن على إعداد بطاقية بعدد المعاقين و طبيعة الإعاقة و السبب لتحديد عدد ضحايا الألغام المضادة للأشخاص رسميا و كانت وزارة المجاهدين قد أعلنت في وقت سابق عن وجود 7 آلاف ضحية بين معطوب و قتيل . و قال المشاركون في الدورة التكوينية للمكلفين بالتكفل بضحايا الألغام ضد الأشخاص و التحسيس بمقر وزارة التضامن الوطني بحضور سفراء دول أجنبية معتمدين بالجزائر وممثلين عن مديريات المجاهدين بالولايات الحدودية أن الجيش الجزائري "تمكن من تدمير مخزون الألغام المضادة للأشخاص و لم ينتظر 45 عاما حتى تسلمه فرنسا الخرائط " و إن إعتبروا بأن هذه الخطوة و إن كانت متأخرة إلا أنها ستساعد أكثر في تحديد خريطة انتشار الألغام و التدخل لنزعها. و عرض السيد بوشناق الأمين العام لوزارة التضامن الوطني في كلمته أهم محاور برنامج الوزارة للتكفل بضحايا الألغام "التي تعمل الجزائر على نزعها نهائيا أواخر سنة 2010 " وحددها في تشخيص كل الحالات لجرد عدد الضحايا و تحديد موقع انتشار الألغام لإعداد خريطة وطنية إضافة إلى تحسيس المواطنين بمخاطر الألغام و تكوين الأشخاص خلال تدخلاتهم و يتناول البرنامج أيضا قضية التكفل بالمعاقين ضحايا الألغام . و أشار السيد بوشناق إلى أن الجزائر تحركت مبكرا قبل أن تتدارك فرنسا و تقدم خرائط انتشار الألغام "نحن لم ننتظر 45 عاما و الجيش الجزائري قام بعمل جبار و تمكن من تدمير جزء كبير من مخزون الألغام المضادة للأشخاص. و أنقذ أرواحا بشرية كبيرة " و كانت السلطات الفرنسية قد سلمت نظيرتها الجزائرية خرائط تشمل مواقع الألغام التي زرعها الجيش الفرنسي على طول الحدود الغربية والشرقية للبلاد خلال الثورة في الفترة الممتدة من 1954إلى 1962، والمعروفة بخطي "شال وموريس". و كشف على صعيد آخر عن إعداد بطاقية وطنية خاصة بالمعاقين و طبيعة الإعاقة "لجرد عدد ضحايا الألغام لتحديد آليات التكفل بهم " و كشف عن مباشرة لجنة وزارية تكوين مختصين نفسانيين لمتابعة ضحايا الألغام "على خلفية أن هؤلاء معاقون مميزون و يعانون غالبا من صدمات و حتى إختلالات عقلية" حسب لوران كابورغ ممثل المنظمة العالمية للمعاقين "معاقون أنترناشونال " الذي عرض النتائج الأولية للتحقيق الذي أعدته المنظمة بطلب من اللجنة الوزارية المختلطة التي تشتغل على ملف الألغام المضادة للأفراد حيث أشار إلى أن الولايات التي تنتشر بها الألغام هي الواقعة على الشريط الحدودي و أحصى التحقيق إستنادا إلى تقارير مصالح الدرك الوطني و إحصائيات مديريات المجاهدين 651 ضحية بتبسة ، 344 بسوق أهراس ، 300ضحية بالطارف مقابل 577 ضحية بتلمسان ، 104 ضحية بالنعامة ، 103 ضحية بولاية بشار لكن ممثلي المجاهدين الحاضرين أكدوا في تدخلاتهم أنها إحصائيات بعيدة عن الواقع و ذهب ممثل مديرية المجاهدين بالطارف إلى التأكيد على أن عدد الضحايا في الطارف يتجاوز 485 ضحية وتشير أرقام وزارة المجاهدين أن ولاية "سوق أهراس" تحصى لوحدها حسب تقرير طبي 1163ضحية للألغام ما بين موتى وجرحى ما بين العام 1962 إلى عام 1990وفي نفس الفترة وصل عدد جرحى الألغام إلى 750معطوبا من بينهم أطفال. ليوضح كابورغ أن "الدراسة في طور الإنجاز و التقرير أولي " . رئيس الجمعية الوطنية للدفاع عن ضحايا الألغام ل"النهار" : الخطر يكمن في الألغام المزروعة في المجمعات السكنية دعا السيد جوادي رئيس الجمعية الوطنية للدفاع عن ضحايا الألغام السلطات للإهتمام أيضا بالألغام المضادة للأشخاص المزروعة في القرى و المجمعات السكنية "الإستعمار الفرنسي لم يلجأ إلى زرع الألغام على الشريط الحدودي و لكن أيضا في المداشر بمحيط الثكنات و المحتشدات العسكرية " . وقال جوادي في تصريح ل"النهار" أحصت الجمعية التي تأسست عام 2002 منذ بداية السنة الجارية 9 ضحايا منهم 6 قتلى موزعين على 5 ضحايا ببشار ، 3 معطوبين ببسكرة ، معطوب واحد بالنعامة ، معطوبين إثنين بوهران و قتيل بولاية تلمسان . و كانت الجمعية قد أحصت 3 قتلى و 4 معطوبين عام 2005 مقابل 6 قتلى و 8 معطوبين عام 2006 بولايات تبسه وعنابة وخنشلة وتلمسان ومستغانم . وتشير إحصائيات بحوزة الجمعية أن أكثر من 3500معطوب جراء إنفجار الألغام المضادة للأشخاص و تجري حاليا مشاورات لرفع التعويضات الممنوحة إليهم