لم يكن »كريم«، المغترب الجزائريبإسبانيا، يعلم أنه سيفقد عائلته هناك وسيلجأ يوما إلى »الحرقة« كوسيلة بعدما كان مقيما شرعيا في الخارج منذ 17 سنة خلت. وهكذا شاءت الأقدار أن يلقى عليه القبض بإسبانيا بتهمة الإقامة غير الشرعية ليحول إلى الجزائر ويحاكم وفقا للقانون بتهمة الركوب السري. وفي جلسة مثيرة بمحكمة الجنح بسيدي امحمد اعترف »د.كريم« بأنه سافر إلى إسبانيا بطريقة غير شرعية أي »حراق«، مؤكدا في ذات السياق أنه أراد الالتحاق بعائلته في إسبانيا التي اضطر لتركها هناك بعد طرده وتهجيره إلى الجزائر لأنه ضرب زوجته من أجل ساندويتش بلحم الخنزير! وهنا تدخل وكيل الجمهورية ليسأله عن الطريقة التي ركب فيها البحر وكيف استطاع أن يسافر على متن الباخرة دون اكتشاف أمره؟ ليخبره قائلا: »كنت أتفقد الميناء أياما قبل السفر وهيّأت كل شيء لذلك، حيث وضعت مخططا جيدا للتسلل إلى الباخرة المتجهة نحو إسبانيا، وفعلا تمكنت من الدخول إلى الباخرة والاختباء بحاويات نقل البضائع«، يقاطعه وكيل الجمهورية »ولكن كيف استطعت المكوث داخل الحاويات وماذا كنت تأكل؟«، فرد عليه: »مكثنا مدة 6 أيام تزودت فيها بالمصل "سيروم" والتمر والماء وبطبيعة الحال علبة السجائر كانت حاضرة معي«. وعن كيفية اكتشاف أمره، يقول المتهم: »لما خرجنا من الميناء بعد مكوث الباخرة يومين بمدينة فالونسيا ونظرا لمكوثنا فترة طويلة بالباخرة فقد تبدل مظهري حيث نما شعر لحيتي وتوسخت فبدوت إنسانا مشبوها وغير عادي بالمدينة وهكذا ألقت عناصر الشرطة القبض عليّ لاشتباههم فيّ وتبيّن لهم أنني لا أملك وثائق«، ويضيف أنه »كان يريد الذهاب لرؤية ولديه الاثنين«. وعلى هذا الأساس التمس ممثل الحق العام تسليط عقوبة 6 أشهر حبسا نافذا و10 آلاف غرامة نافذة في حق كريم بتهمة الركوب السري، لتدينه المحكمة ب3 أشهر حبسا موقوفة النفاذ و3 آلاف دينار غرامة نافذة. إلهام بوثلجي