أوضح أمس رئيس الفيدرالية الأوروبية لجمعيات الجزائريين المغتربين، نور الدين بلمداح، أن قانون الهجرة الذي صادقت عليه السلطات الإسبانية دفع المهاجرين الجزائريين بإسبانيا إلى التعامل مع عصابات المافيا المختصة في تزوير الوثائق، وأن استحداث شرط تقديم شهادة عمل عند تجديد بطاقة الإقامة على المغتربين يعتبر محاولة تقنين عملية الطرد من التراب الإسباني بطريقة تحايلية• وأضاف نور الدين بلمداح، في تصريحه ل''الفجر'' أن الشروط التي وضعتها مدريد اتجاه المهاجرين يدخل في إطار تنظيم الهجرة الشرعية والسرية من جهة، والتصدي للازمة الاقتصادية العالمية التي أنهكت كاهل الاقتصاد الاسباني، ودفعت به إلى الدخول في مرحلة لم يشهدها منذ 40 سنة، والهرب من الانعكاسات الني أدت إلى ظهور عدة مشاكل على عدة مستويات، يبقى أخطرها مع الطبقة العمالية والشباب من جهة أخرى، مشيرا في السياق ذاته إلى أن السلطات الاسبانية أصبحت تفرض على المهاجرين الجزائريين من خلال تطبيقها للقوانين الأخيرة للهجرة شرط إظهار عقد عمل عند كل تجديد لبطاقة الإقامة، وأنه في حالة ما إذا لم تتم الاستجابة للشرط لن يتم تجديد وثائق الإقامة، ويجعل المهاجر الجزائري في وضعية غير قانونية وضمن المهاجرين غير الشرعيين، ويعاني مع دوريات الشرطة الاسبانية الخاصة بمراقبة المهاجرين السريين، ويدفع بهم إلى ولوج عالم الإجرام والبؤس، وأن البعض من المهاجرين الجزائريين أصبح يتعامل مع عصابات المافيا المتخصصة في تزوير الوثائق للحصول على شهادة إقامة مزورة تسمح لهم بتجديد بطاقة الإقامة، وما ينجر عن هذه العمليات من مخاطر تهددهم بالسجن أو الطرد• وأشار رئيس الفيدرالية الأوروبية إلى شرط آخر تم وضعه أمام المهاجرين ويقضي بإرجاع وثائق الإقامة للسلطات المحلية مقابل مبلغ مالي يتم تحديده حسب مدة العمل والإقامة داخل التراب الإسباني، في محاولة لإغراء المهاجرين بالمال ودفعهم إلى العودة طوعا إلى أوطانهم، ما يسمح بخفض العدد الكبير من المهاجرين الذين أصبحت مدريد غير محتاجة لهم، بل بالعكس يقول بلمداح أصبحوا في نظر الإسبان أسباب انعدام مناصب الشغل ومشاكل السرقة والإجرام والانحراف، وأن القضاء على الضغط الذي تعيشه السلطات الاسبانية اتجاه قلة مناصب الشغل وعمليات الطرد من الشركات بعد إعلان إفلاسها لا يتم إلا بطرد الأجانب، وفي مقدمتهم القادمين من شمال إفريقيا• ويرى بلمداح أن قانون الهجرة الإسباني حيلة يتم تطبيقها للهروب من الجمعيات الحقوقية التي تدافع عن المهاجرين وترفض كل أساليب الطرد أو التمييز، وأنه على جميع الشباب الجزائريين الذين يحلمون بالجنة المزعومة في أوروبا أن يعلموا أن وعود مافيا الاتجار بالبشر لا أساس لها من الصحة، ولا يوجد أحسن من العيش وسط الأهل وأبناء البلد، والعزوف عن مجرد التفكير في الهجرة أو ركوب قوارب الحرقة•