سامية 51 سنة طبيبة جراحة .. قتلت ليلة 11 من ديسمبر، ذنبها الوحيد أنها مرت بمكان الإنفجار .. عز الدين 23 سنة طالب جامعي .. قتل ذنبه الوحيد أنه كان متوقفا بالقرب من حافلة نقل الطلبة .. تختلف الأسامي لكن قصة الموت واحدة . الساعة التاسعة صباحا انتقلنا إلى حيدرة لا شيئ غير صوت الزجاج ورائحة الموت .. كراسي أمام الباب المفتوح على مصرعيه لاستقبال التعازي .. من هنا سينقل جثة الضحية سامية بوشريط قتلت لأنها كانت مارة بالمكان عمرها 51 سنة طبيبة جراحة بمستشفى مصطفى باشا يتم ترتيب الموكب الجنائزي لنقلها إلى مسقط رئسها بولاية الأغواط .. غير بعيد عن الشارع رقم واحد وعلى مرمى حجر جنازة ثانية من عائلة آكرون على مقربة من المفوضية الأوربية توفي ابنها، يعترضنا شخص يدعى '' العسلي حمزة '' يبحث عن أخاه '' العسلي محمد '' سائق لا يزال تحت الأنقاض رفقة أربعة من زملائه، محمد متزوج وأب لأربعة أولاد ظل شقيقه طيلة يوم أمس حتى الواحدة صباحا رفقة عناصر الحماية المدنية عله يعثر على شقيقه لكن دون أمل، يطمئنه احد أفراد الحماية المدنية لا تقلق أنقضنا على الساعة الثالثة شخصا كان على قيد الحياة هناك أمل، وكان بجانب حمزة، ثلاث عائلات تنتظر هي الأخرى أخبارا عن ذويها مثل شقيقة الآنسة '' حموتان '' التي كانت تبحث عن شقيقتها رفقة زوجها، وضلت تبكي وتصرخ ولم تستطع قوات الأمن أن تهدئ من روعها قررنا بعدها الانتقال إلى مستشفى بن عكنون .. آخر حصيلة 37 جريحا وقتيلين أولهما شرطي المجلس الدستوري من '' خميس مليانة '' يدعى عبد الرحيم بن زينب 28 سنة، استلم مهامه منذ 5 أشهر ينتظر ترحيله إلى مكان عائلته، الضحية الثانية سائق طحكوت، رابح بن زيدي 53 سنة كل الجرحى غادرو المستشفى عدى البعض ممن أصيبوا بكسور متفاوتة منهم من كان يهم بالخروج، الساعة منتصف النهار والنصف ننتقل إلى مستشفى بني مسوس ندخل قاعة حفظ الجثث .. رشيدة مالك 28 سنة من شوفالي بالعاصمة توفيت بالمستشفى نقلت إليه جريحة وخرجت محمولة داخل صندوق الموتى .. يجفف دموعه رفض التكلم معنا .. الساعة الثانية والنصف بعد الزوال ننتقل إلى مقبرة العاليا، بدأت الأمطار تتتساقط الكثير من عائلات الضحايا يبحثون عن ذويهم، بقي هناك أمل وحيد .. أريد أن أراه .. تقول شقيقة الضحية، بصعوبة تقرأ الأسامي الموجودة على القائمة ليس من ضمنها، هناك اسمين بدون هوية تطلب رؤية الجثة علها تتعرف على من تبحث ننتظر معها مطولا .. يقترب منها أخوها إنه ليس هو .. لا يزال تحت الأنقاض.. فضيلة مختاري