حراسة أمنية مشددة لموكب جنائزي رهيب - عائلات شيّعت أجزاء فقط من جثث ضحايا أقرباء تواصلت إلى غاية ساعة متأخرة من نهار أمس بمقبرة العاليا لليوم الثالث على التوالي مراسيم تشييع جثمان الضحايا في جو جنائزي رهيب، شهدت فيه مصلحة حفظ الجثث أجواء هستيرية .. كان أكثرها مأساة لحظة تعرف شقيق أحد الضحايا على هوية الجثة "أكس".. إنه هو .. ساعة يديه .. (يجهش بالبكاء) حاولنا الاقتراب منه لكنه رفض التكلم وبالكاد حاول أحد عناصر الأمن انتزاع اسم الضحية رقم 17 بمصلحة حفظ الجثث، حيث تم خروج 10 جثث إلى غاية صبيحة يوم الخميس فيما بقيت 7 بالمصلحة الخاصة بالجثث، منها رعيتان أجنبيتان يتعلق الأمر بكل من "ل . جينس" و"أ . ستيفن" الأول من الفلبين والثاني من الدنمارك. روبورتاج : فضيلة مختاري حاولنا أن نستفسر فيما إذا كانت سفارات كل من الفلبين أو الدنمارك قد باشرت اتصالات لنقل جثمان الضحيتين إلا أننا قوبلنا بتكتم كبير مفادها السرية الكاملة حول جثث الضحايا، اقتربنا من إحدى السيدات خرجت من توها من مركز حفظ الجثث رفضت هي الأخرى البوح بأية تفاصيل قائلة "لا يجوز هي حرمة الميت .. قمنا بتغسيل جثث الموتى ممن طلبوا منا ذلك وأكدت لنا أنهم أخبروهم بعدم وصف حالات الجثث لأي كان .." لكنها أكدت لنا أن بعض الجثث لم يكن موجودا منها غير أجزاء من أشلاء الأعضاء. حيدرة .. صوت الزجاج ورائحة الموت الساعة التاسعة من صبيحة يوم الخميس انتقلنا إلى حيدرة بدت وكأنها مدينة تحت الحراسة الأمنية المشددة، كل الإتجاهات كانت محروسة، بعض الطرق كانت مقطوعة من قبل مصالح الأمن وغير مسموح للدخول إلا لسيارات الأمن، الإسعاف، شاحنات آسروت، وبلدية حيدرة. فيما كانت كل المنازل دون استثناء تكنس بقايا الزجاج حتى المدارس .. لم نكن بحاجة إلى طرح أسئلة عن مكان تواجد عائلات فقدت ذويها في الإنفجار، ملامح الجنازة كانت بادية، عائلة بوشريط سامية طبيبة جراحة بمستشفى مصطفى باشا قتلت بحي راوول بايان بحيدرة عن عمر يناهز 51 سنة يتم نقل جثمانها إلى ولاية الأغواط مسقط رأسها .. غير بعيد عن عائلة بوشريط، جثمان عمي البشير تستعد عائلته لتشييع جثمانه كان على موعد للرحيل إلى البقاع المقدسة فاختطفته تفجيرات 11 من ديسمبر .. الساعة الثانية بعد الزوال .. يتم إخراج جثة هامدة من تحت الأنقاض .. إنه هو "العسلي محمد" عمره 41 سنة متزوج وأب لأربعة أولاد يقطن بعين النعجة، يضاف إلى قائمة الموتى .. غير بعيد عن مقر الأممالمتحدة يقع بيت عائلة "آكرون" توفي الوالدان بعد سقوط جدار أحد الغرف بفعل الإنفجار، وجدت العائلات الراغبة في التعازي صعوبة كبيرة في الدخول إلى البيت بسبب الإجراءات الأمنية التي أحيطت بالمكان. قررنا بعدها العودة إلى مقبرة العاليا كانت عقارب الساعة تقترب من الثانية بعد الزوال. مصلحة حفظ الجثث بالعاليا .. خروج 11 جثة وبقاء 6 منها رعيتان أجنبيتان صبيحة يوم الجمعة لم تكن كسابقيه توافدت عشرات العائلات حتى ممن لا يقربون للضحايا بصلة للتعازي إلى عائلاتهم "جئت مقدما التعازي وكل شييء، هؤلاء لا يستحقون ما حدث لهم عشية عيد الأضحى .."، هكذا رد على استفسارنا عمي سعيد، بالقرب من قبر ضحية رفضت عائلتها ذكرها في الموضوع، لم تستطع ابنتها البالغة من العمر 19 سنة تحمّل لحظات الفراق الأخيرة، لا تزال تحت الصدمة، حرمت حتى من رؤيتها نظرا للتشوه الكبير الذي حدث للجثة، يؤكد شقيق الضحية أن الجثة "ظلت لأكثر من 10 ساعات داخل مصلحة حفظ الجثث كان كل شيء مبعثرا .. صعب علينا التأكد من الملامح .."، إلى غاية ساعة متأخرة من مساء أمس كانت كل الجثث التي توافدت على المصلحة تم إخراجها جميعها ما عدا ثلاث جثث تم استخراجها من تحت الأنقاض فيما لا تزال جثتا الرعيتين الفلبينية والدنماركية بمصلحة حفظ الجثث . إجراءات قانونية لتعجيل عمليات دفن الضحايا إلى غاية الواحدة صباحا أصدرت محكمة بئر مراد رايس التي تضم بلديتي بن عكنون وحيدرة إلى غاية ساعة متأخرة من ليلة أمس أكثر من 30 رخصة دفن، حيث تم تسليم 7 رخص للدفن في اليوم الأول من الإنفجار إلى غاية الساعة 11 ليلا ، وفي اليوم الثاني بعد الإنفجار تم منح 22 رخصة للدفن. وظلت محكمة بئر مراد رايس مفتوحة أبوابها إلى غاية الساعة الواحدة صباحا بغية تسهيل جميع إجراءات الدفن، مع العلم أن المحاكم تغلق أبوابها على أقصى تقدير الساعة 11 ليلا، وصرح مصدر مسؤول بالمحكمة أن أول رخصة تم تقديمها للدفن تمت على الساعة السادسة مساء يوم الإنفجار