سلمت القوات البريطانية المسؤولية الأمنية لمدينة البصرة إلى القوات العراقية منهية بذلك خمس سنوات تقريبا من السيطرة البريطانية على المدينة الواقعة جنوب العراق. تم ذلك خلال مراسم قصيرة صباح اليوم قام خلالها محافظ البصرة محمد مصباح الوالي والميجور جنرال جراهام بينز ممثلا عن القوات البريطانية في العراق بتوقيع مستندات تسليم المهام الأمنية. وأقيمت المراسم في القاعدة العسكرية البريطانية في مطار البصرة التي تعد آخر قاعدة عسكرية للقوات البريطانية في المحافظة. وينظر إلى هذه الخطوة باعتبارها اكبر اختبار لقدرة الحكومة العراقية على حفظ الأمن دون الاستعانة بقوات أجنبية سواء القوات الأمريكية أو حليفتها البريطانية. والبصرة بكونها ثاني اكبر مدن العراق والميناء الرئيسي فيها الذي تصدر منه تقريبا معظم صادرات العراق النفطية، تعد أكثر سكانا بكثير، وأكثر غنى وأهمية إستراتيجية مقارنة بالمحافظات الثمانية التي انتقلت مسؤوليتها الأمنية للحكومة العراقية من بين الثماني عشر محافظة التي يضمها العراق. وعلى الصعيد الأمني تحظى البصرة أيضا بمعدلات مرتفعة لأعمال المقاومة من تلك المحافظات الثماني، إلا أن الحكومة العراقية تقول أن القوات العراقية بشقيها العسكري والشرطي والتي يبلغ قوامها 30 ألف تستطيع أن تحفظ الأمن في المدينة. ونقلت وكالة رويترز عن قائد القوات البريطانية في العراق الفريق بيل رولو، في معرض تعليقه على الحدث، قوله " أن هذا يسجل معلما مهما على صعيد تولي العراقيين مسؤولية بلدهم". وستحتفظ بريطانيا بقوة عسكرية مقلصة العدد في جنوب العراق سينحصر وجودها في قاعدة جوية خارج البصرة مع قوة صغيرة العدد لمهام التدريب، وفريق للتدخل السريع جاهزة للتدخل. يذكر أن لبريطانيا 4500 جندي في العراق حاليا وهو عشر عدد القوات البريطانية التي شاركت في غزو العراق، وسيجري تقليصهم الى 2500 في العام المقبل. وكان رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون قال خلال زيارته الأخيرة للقوات البريطانية في العراق إن عملية التسليم ستتم خلال أسبوعين الشروق أون لاين. الوكالات