بحث الرئيس الأمريكي جورج بوش خلال زيارته المفاجئة إلى العراق الاثنين مع كبار مستشاريه العسكريين مستقبل القوات الأمريكية في العراق بعد أن شرعت الحليفة السابقة ،بريطانيا ، في سحب قواتها من البصرة تمهيدا لانسحاب شامل ،وذلك بموجب السياسة التي يتبعها الحزب العمالي الحاكم بقيادة غولدن براون. وعقد بوش الذي ترافقه وزيرته للخارجية ،كوندوليزا رايس ومستشاره للأمن القومي ، ستيفن هادلي ، اجتماعا في قاعدة "الأسد "الجوية غرب العاصمة بغداد مع كل من وزير الدفاع روبرت غيتس وقائد الجيوش الأمريكية الجنرال ويليام فالون وقائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس . ووصف متحدث باسم وزارة الدفاع الاجتماع بأنه "اللقاء الأكبر والحاسم " .. وتدخل زيارة بوش إلى العراق والتي لم يعلن عنها البيت الأبيض إلا بعد وصوله ، في إطار التغطية الإعلامية والسياسية على الانسحاب البريطاني من البصرة ،وكذلك لرفع معنويات الجيش الأمريكي ودعمه في مواجهة التحديات التي تواجهه في مختلف مناطق العراق .وقرر بوش الوقوف بنفسه على ما يحدث في العراق قبل أسبوع من تقديم القائد الأمريكي بالعراق الجنرال ديفيد بتريوس والسفير الأمريكي ريان كروكر تقريرين مهمين للكونغرس بشأن الوضع الأمني والسياسي السائد في هذا البلد .. وسيكون البيت الأبيض في مواجهة مع الكونغرس وعليه أن يعمل على إقناع أعضاء الكونغرس بمواصلة تمويل نفقات الحرب في العراق في الوقت الذي تطالب المعارضة الديمقراطية بسحب القوات الأمريكية من العراق .. وأكملت القوات البريطانية وقوامها نحو 500 جندي أمس الاثنين انسحابها من قاعدتها في البصرة ،جنوب العراق تاركة القصر الذي كان ملكا للرئيس العراقي السابق صدام حسين تحت حماية الجيش العراقي . وجاء الانسحاب وسط تصعيد في الهجمات التي أودت بحياة 41 جنديا بريطانيا هذا العام، وهي أعلى خسائر يتعرض لها البريطانيون منذ العام الأول من الغزو . و لكن رئيس الوزراء غولدن براون ينفي أن يكون الانسحاب "دليل هزيمة" . وحسب براون فإن الانسحاب المعلن لا يعدو أن يكون انسحابا "مبرمجا من قصر البصرة إلى مطار المدينة و هو ما يعني إعادة التموقع..و الانتقال من وضع قتالي في المحافظات الأربعة (التي تتواجد فيها القوات البريطانية) إلى إشراف تدريجي بما يبقي على القدرة على التدخل في أي وقت .. وينتظر أن يتم تسليم السيطرة الأمنية على مدينة البصرة لقوات الأمن العراقية . وتعد البصرة ثاني أكبر مدن العراق حيوية من الناحية الإستراتجية، باعتبارها مركز حقول النفط الجنوبية التي تنتج تقريبا كل العائدات الحكومية، كما أنها مركز صادرات وواردات من الخليج .. وسيؤدي الانسحاب من البصرة إلى خفض عدد الجنود البريطانيين في العراق إلى نحو خمسة آلاف جندي. و كانت بريطانيا قد سلمت ثلاث محافظات أخرى في جنوب العراق للسلطات العراقية ويرى العديد من المراقبين أن خليفة توني بلير سيكون مضطرا لوضع جدول زمني لانسحاب القوات البريطانية من العراق نظرا للضغوط الداخلية التي يواجهها بهذا الشأن، .. ومن جهة أخرى ، يأتي الانسحاب البريطاني من البصرة وسط تبادل اتهامات على نحو متزايد بين الجنرالات الأمريكيين والبريطانيين السابقين بشأن حرب العراق. وفي هذا الصدد نقل عن جنرالين بريطانيين متقاعدين انتقادهما بشدة في مطلع الأسبوع لواشنطن، ولا سيما وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد لافتقارها التخطيط لما بعد الغزو. ويرى أحد المحللين السياسيين أن الانسحاب البريطاني من البصرة "قرار سياسي إستراتيجي مهم جدا، سيؤثر على علاقات بريطانيا مع الولاياتالمتحدة على مستوى عال جدا، إنه ليس قرارا يؤخذ باستخفاف " .. ل.ل