أعلن وزير الثقافة التونسي مراد الصقلي عن إلغاء دورة معرض تونس الدولي للكتاب لهذا العام على أن يعقد في موعده خلال العام المقبل. وقال الصقلي إن القرار جاء بناء على التقرير التقييمي للدورة الأخيرة لمعرض الكتاب الذي خلص إلى أن الدورة سجلت تراجعًا مقارنة بالدورات السابقة إلى جانب اقتراح اتحاد الناشرين التونسيين بأن تتم عودة المعرض إلى موعده التقليدي خلال فترة الربيع. وأوضح أن المشاورات جارية مع الوزارات والأجهزة الحكومية المعنية وممثلي المجتمع المدني وكذلك المهنيين من أجل التفكير في الطريقة الأجدى لتنظيم المعرض الدولي للكتاب وتوفير أفضل ظروف النجاح. وبحسب ما أفادت وكالة رويترز فإن الأوساط الثقافية في تونس انتقدت قرار إلغاء دورة سنة 2014 من معرض تونس الدولي للكتاب، الذي سيحتجب هذا العام لأول مرة منذ سنوات وهو ما اعتبره البعض سابقة. ووجه مثقفون ووسائل إعلام محلية انتقادات لاذعة لقرار وزير الثقافة، ووصفه البعض بأنه وزير للموسيقي وليس وزيرا للثقافة، في إشارة إلى أنه موسيقي الاختصاص، وأدار مهرجانات من بينها مهرجان قرطاج. ويعتبر معرض تونس الدولي للكتاب من بين أكبر المعارض العربية وأعرقها ويجتذب سنويا عددا كبيرا من الناشرين العرب والأجانب، ويستضيف مفكرين ومبدعين عربا وعالميين. وكان الصقلي قد قال في مؤتمر صحفي عقده الجمعة إن قرار "عدم تنظيم معرض تونس الدولي للكتاب هذا العام بطلب من اتحاد الناشرين التونسيين، خاصة في ظل عدم وجود مؤشرات على نجاحه في الدورة الماضية". وأضاف الوزير أن "هناك شبه إجماع من جميع الأطراف من وسائل الإعلام واتحاد الناشرين التونسيين ووزارة الثقافة على عدم نجاح الدورة السابقة، لذلك وقع الاتفاق على إعادة التفكير في إستراتيجية واضحة لضمان نجاحه في المستقبل". وفسر الصقلي بقوله "ما الفائدة من تنظيم تظاهرة لن تنجح في غياب إستراتيجية واضحة وتخطيط مسبق، وفي عدم وجود استعدادات جيدة لضمان توفير سبل النجاح". وأضاف أنه ليس المهم تنظيم التظاهرات الثقافية لتسجيل الحضور فقط، بل يجب أن يكون لها وقع حقيقي وتساهم في خلق مواطن شغل، لذلك نعمل على وضع خطط لإعادة التوهج لمعرض الكتاب حتى يحصل على الإشعاع، ويسهم في الترويج للكتاب التونسي والتعريف به عالميا".