الناشرون لم يرحبوا بقرار أولوية الكتاب العلمي والأدبي على حساب الكتاب الديني ! ستعود الطبعة ال17 لمعرض الجزائر الدولي للكتاب، المزمع تنظيم فعالياته في الفترة الممتدة بين 20 إلى 29 سبتمبر الداخل، إلى أروقة قصر المعارض "صافاكس"، بعد سنوات قضاها الناشرون بخيمة المركب الأولمبي محمد بوضياف بالعاصمة، حين تولى إسماعيل أمزيان الإشراف على تنظيم فعالياته. يأتي قرار العودة إلى أروقة قصر المعارض بعدما أزيح الناشر إسماعيل أمزيان عن رئاسة محافظة المهرجان وتعويضه بحميدو مسعودي من المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، وذلك على خلفية سلسلة من الإخفاقات في الطبعات الأربع الأخيرة لمعرض الجزائر الدولي للكتاب، والخلافات الكبيرة التي كانت تحدث بين الناشرين والمحافظ السابق للمعرض. ويتوقع أن تكون طبعة هذا العام من المعرض، الذي يتزامن مع احتفاء الجزائر بالذكرى الخمسين لعيدي الشباب والاستقلال مختلفة عن الطبعات ال16 السابقة منه، حيث ستخصص عدّة أجنحة لعرض إصدارات ال50 سنة الماضية، في الفكر والثقافة والأدب والتاريخ والسياسة، كما سيكون معرض هذا العام فرصة للاحتفاء بأصدقاء الثورة التحريرية ومؤرخيها من الأشقاء العرب والأجانب. وقد وجد قرار تنحية محافظ معرض الجزائر الدولي للكتاب إسماعيل امزيان من منصبه وتعيين مسعودي على رأس المحافظة ترحيبا من قبل عدد من الناشرين الذين تحدثنا معهم، كما استبشر بعض المثقفين خيرا من هذه الخطوة التي يأملون في أن تفتح أفقا أوسع للمبدعين الجزائريين وتخلق حوارا مع الأسماء المكرسة في الطبعات السابقة من المعرض والأسماء الجديدة الشابة، التي لازالت لم تجد لنفسها مكانا في فعاليات المعرض المختلفة، وغير بعيد عن المثقفين، رفض عدد من الناشرين الاتجاه القديم الجديد للمعرض الدولي منع الكتاب الديني التراثي، حيث علق عدد منهم على التعليمة التي أصدرتها المحافظة إلى الناشرين الراغبين في المشاركة في الدورة الحالية لمعرض الجزائر الدولي للكتاب، والخاصة بأنّ الأولوية في هذه الطبعة موجهة للكتاب العلمي وللإبداع الأدبي، لذلك وجب على الناشرين الراغبين في المشاركة أن تندرج قائمة الكتب المزمع المشارك بها خلال هذه التظاهرة ضمن هذه الأولوية، حيث اعتبر هؤلاء ممن تحدثوا مع"الفجر"، بأن قرارا كهذا من شأنه أن يكبدهم خسائر، خاصة وأن غالبية زوار المعرض الدولي للكتاب يقتنون الكتاب الديني على حساب الكتب الأخرى التي تبقى فئة قليلة من الزائرين تهتم باقتنائها.