حقق المتسللون بين الثورات العربية التي عرفتها مختلف البلدان العربية، ما كانوا يصبون إليه، سواء بزرع الفتنة بين مختلف الطوائف، أو بين العلماء الكبار الذين كانوا يجتمعون على كلمة واحدة، فتفرقوا الآن وتنابزوا بالألقاب وزادوا الأمة شتاتا، وبلغت الفتنة مشارف المملكة العربية السعودية، واندلعت بين السلفيين أنفسهم. بعد أن وجد بعضهم نفسه في موقف لا يحسد عليه، مُخيرا أو مُجبرا على السير إما على نهج الحكومة السعودية، التي دعمت الانقلاب في مصر، ووضعت جماعة الإخوان المسلمين ضمن قائمة الارهابيين، وبالتالي تقديم الدليل المادي على التعامل بوجهين لأن غالبية هؤلاء باركوا فوز محمد مرسي بالرئاسيات وجمعتهم علاقة وطيدة بالإخوان ومرشديهم، وبالشيخ القرضاوي، على وجه الخصوص، وإما الثبات على آرائهم والدفاع عنها مما يجعلهم في اتجاه معاكس لبقية علماء المملكة العربية السعودية، كما حدث للشيخ سلمان العودة، الذي عاد ليثير ضجة كبيرة بعد تلك التي أثارها عندما طالب شباب المملكة العربية السعودية، بالتوجه إلى سوريا لأجل الجهاد ضد نظام بشار الأسد، لكنه هذه المرة أغضب النظام السعودي، ويقال بأنه تعرض للإقامة الجبرية، كما تم منعه من الكتابة والظهور على شاشات التلفزيونات، وكان العودة، من أول العلماء الذين انتقدوا حكام المملكة، عندما اتهمهم بمحاربة الثورات العربية لأنهم يخافون من تيارها أن يصل إلى المملكة، وقال إن السعودية بدأت تفقد أصدقاءها، وقد تفقد شعبها أيضا، وأصبح الكتاب الذي ألفه الشيخ العودة، بعنوان "أسئلة كثيرة" ينتقد فيه التعامل بأعين مغمضة مع الإدارة الأمريكية، مثارا للجدل والانتقاد من علماء المملكة، الذين اتهموا العودة بمحاولة زرع الفتنة في مكان مهبط الرسالة، وأقحموا آراء مخالفة للشيخ محمد العريفي، وهللت الولاياتالمتحدةالأمريكية، لهذه الخلافات، حيث أرسلت مبعوثا من صحيفة "نيو يورك تايمز" قدم العودة بالثائر، والإمام الذي كسر قيود الحكم السعودي لأول مرة في تاريخ المملكة، ونقلت الصحيفة آراء متناقضة وصراعات بين علماء السلفية، كما نقلت عن العودة، قوله في حق المملكة السعودية: "السعودية تكره بشار، تكره تنظيم القاعدة، تكره الإخوان، تكره قطر، تكره تركيا.. فماذا تحب إذن؟