يكشف غانمي أعمر حسب الرقاة الذين تداولوا لرقيتهم من المس ونفر الجن الذين اقتحموا حياتهم في أواخر شهر رمضان المنصرم، سببه قيام أهل المنزل برمي الماء الساخن في المجاري المائية دون ذكر الله أو التعوّذ من الشيطان الرجيم، الأمر الذي دفع بنفر من الجن والذين فاق عددهم الألف إلى اقتحام بلدة خيران جنوب ولاية خنشلة، وتسليط بلائهم على عشيرة غانمي التي تتكوّن من خمس عائلات، إذ خيمت عليها فجأة نيرانٌ متفرقة مجهولة المصدر، ليدخلوا حياة الرعب والهلع والخوف الدائم وظروف القلق على أرواحهم وكل ممتلكاتهم من الأثاث والتجهيزات المنزلية والألبسة والعتاد والأموال. هكذا تفحمت جثة الرضيعة بثينة يروي غانمي أعمر تفاصيل مروعة عن نبأ تلقيه وفاة ابنة أخيه الرضيعة ذات الشهر الثالث من العمر، حين كان بالبقاع المقدسة لأداء مناسك العمرة، يؤكد أن بثينة كانت تغطّ في نوم عميق حين شب حريقٌ مباغت بفراشها، والذي أحدثه حسب الرقاة نفرٌ من الجن، ليستيقظوا على خبر مصرع الرضيعة بعد أن التهمت النيران أطراف جسمها النحيف الذي تحوّل إلى رماد أسود، وتنقل جثتها الهامدة إلى مصلحة حفظ الجثث، ليبقى لغز وفاتها يثير الكثير من التساؤلات، ولولا ستر الله، لكانت النيران قد قضت بدورها على الرضيعتين الأولى في سن سبعة أشهر، والثانية بلغت عاما من عمرها. هاتان البنتان احترقت أطراف جسديهما اللتين نقلتا على جناح السرعة للمستشفى، لتلقي الإسعافات الأولية.
مصاحف تمزق وتحرق في رمضان يضيف غانمي أن نفر الجن أتوا على الأخضر واليابس، فحدث احتراقٌ كلي للثلاجات وأجهزة التلفاز، والأثاث وجميع التجهيزات التي تفحمت في رمشة عين ودون سابق إنذار، كبّدتهم أرواحاً بشرية وخسائر مادية معتبرة، وأصابتهم بهلع غير منقطع، حتى أن المصاحف تتفحم وأي شيء مصنوع من البلاستيك يشتعل حتى ولو كان كيساً، فالنيران كانت تلتهب في أغلب الأوقات بعد كل صلاة ظهر ومغرب وعشاء وأحيانا في الصباح، حتى أن النقود يجدها أهلُ البيت مشتعلة تارة وممزقة تارة أخرى، وفي الآونة الأخيرة أصبح نفر الجن يقومون بسرقة الهواتف النقالة وتحطيمها، حتى أن مجوهرات النساء اختفت ولم يظهر لها أثر إلى يومنا هذا، والغريب يقول غانمي أن النقود والملابس تمزق وكأنها بالمقص، وإذا لم يمزقها الجني يحرقها. يتنهد غانمي يصمت قليلا ثم يواصل: يوجد حوالي 1000 جني سكنوا منازلنا يقومون بأعمال الشر، حتى أن الرقاة صنفوا أجناسهم وقالوا إنهم يهود وتفسيرهم مرده إلى احتلال نفر الجن للمنازل في شهر رمضان الكريم وقيامهم بتمزيق المصاحف.