فصلٌ جديد من فصول المأساة الإنسانية والظواهر الغريبة التي يصنعها الجن والسحرة، وسط ذهول كل من سمع بقصة الجن الذين نقلونا هذه المرة إلى مدينة خيران جنوب ولاية خنشلة على مشارف ولاية بسكرة، حادثة غريبة عجز بنو البشر عن تفسيرها منذ ما يزيد عن 7 أشهر، حيث قام نفر من الجن بحرق أثاث وتجهيزات وألبسة خمس عائلات من عائلة غانمي، وتمّ تسجيل خلال العمل الشيطاني سقوط عدد من الضحايا الرضع ووفاة بثينة صاحبة الشهر الثالث من العمر بعد أن التهمت النيران على أطراف جسمها النحيف الذي تحول إلى رماد في حريق مهول. كان أحد أفراد عائلة غانمي ينتظر بشغف كبير، مكالمة من "الشروق" ليتمكن من نقل معاناته المأساوية ويستنجد بذوي القلوب الرحيمة، لعل وعسى يجد رقاة متمكنون يزيلون عنهم الهمّ والغم ويُنقذون بكلام الله والأحاديث النبوية الشريفة والأدعية، ما تبقى من أفراد أسرتهم الصغيرة، يروي غانمي أعمر الحادثة بكل تفاصيلها والمرتبطة بشهر رمضان الفارط، حين اعتقد أن شرارة كهربائية وراء اشتعال النيران بمنزله والتي أتت على الأخضر واليابس، غير أن النيران انتقلت إلى غرف خالية من الأسلاك الكهربائية، ومخصّصة لتخزين كميات القمح وأكياس الشعير، كما وصلت ألسنة اللهب إلى البيوت الخمسة المجاورة والتي هي ملك لأبناء العم، وأحرق التجهيزات المنزلية من ثلاجات وأجهزة تلفاز وحتى الأثاث وملابس الأطفال. يقول غانمي أعمر، إن الحادثة التي وقعت حولت حياتهم إلى حجيم، بعدما خيّم عليهم دون سابق إنذار، حياة الرعب والهلع والخوف الدائم، والقلق على أرواحهم وكل ممتلكاتهم من الأثاث والتجهيزات المنزلية والألبسة والعتاد والأموال بسبب تعرضهم منذ نهاية شهر رمضان المنصرم، حيث عجزوا عن تفسير ظاهرة اشتعال النيران في أوقات منقطعة وخاصة بعد كل أذان مغرب وعشاء، فباتوا يتداولون الحراسة ليلا نهار خوفا على أبنائهم وممتلكاتهم نتيجة ألسنة اللهب المباغتة التي تندلع شرارتها في الأفرشة والأغطية والألبسة فجأة، حتى أن سكان القرية كانوا يهرعون لإطفاء النيران وإنقاذهم من الموت المتربص بهم. ويؤكد غانمي أعمر أنه وضع كل الاحتمالات بعد أن راودته شكوك، حول النيران اللغز التي طردت السكينة من قلبه والنوم من عيونه، إلى درجة أنه قام بنزع العداد الكهربائي وكل الأسلاك الكهربائية، لكن الوضع لم يتغير وبات يتأزم يوما بعد الآخر، حيث بقيت النيران تشتعل في أماكن متفرقة كي تعجز على إطفائها، وبعد لجوئنا إلى الرقاة تبين أن نفراً من الجن سكنوا منازلنا واستولوا على بيوت عائلة غانمي، وبات نفر من الجن يطاردوننا من مكان إلى آخر، وتحوّلت القرية إلى مشهد رعب وفزع بعدما أكلت النيران جدران وأسقف بيوت عائلة غانمي وحولتها إلى رماد أسود.