بلغ عدد اليتامى الذين خلفتهم تفجيرات القاعدة التي استهدفت المجلس الدستوري و مبنى المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة ببن عكنون و حيدرة 46 يتيم من بينهم 34 يتيم كلهم أطفال، ما يزالون يزاولون دراستهم في المدرسة، حسب وزير التشغيل والتضامن الوطني الذي أكد بأن وزارته وضعت برنامجا خاصا للتكفل بكل هؤلاء اليتامى خاصة وأن العديد منهم تقل أعمارهم عن 10 سنوات. وقال الوزير بأن الدولة سوف تتكفل بكل عائلة على حدا حالة بحالة، ولن تقترح عليهم حلولا جماعية وذلك مراعاة لظروف ومشاكل كل عائلة. اكتظت أمس قاعة الإجتماعات بوزارة التشغيل والتضامن الوطني باليتامى الذين فقدوا آبائهم، والأرامل الذين فقدن أزواجهن وهن ما يزلن في ربيع العمر، والأمهات اللواتي فقدن فلذات أكبادهن، أو أزواجهن ... وامتلأت القاعة بالعائلات المفجوعة، التي اختطفت تفجيرات القاعدة يوم 11 ديسمبر الفارط منها أبنائها أو أهلها أو أفراد من أقاربها، ودموع الألم كانت تنزف من عيون جميع الحاضرين، التقى جميع هؤلاء في لقاء تضامني بوزارة التشغيل والتضامن الوطني استدعاهم إليهم الوزير للتحدث إليهم ومواساتهم ونقل تعازي رئيس الجمهورية إليهم، وبمجرد أن شرع الوزير في إلقاء كلمة تضامنية لمواساة العائلات امتلأت القاعة بالبكاء والشهيق، واصطدمت عائلات الضحايا بحضور كاميرات التلفزيون الصحافة الوطنية والمصورين الذين صوبوا كاميراتهم كلها نحو تصوير دموع الأرامل واليتامى والأمهات الموجوعات، اللواتي لم يتمالكن أنفسهن أمام وزير التضامن، مما استفز أهالي الضحايا، الذين لم يترددوا في الإحتجاج أمام وزير التضامن مطالبين إياه بمنع الصحفيين من تصوير النساء والأمهات ومنعهم من تسويق صورهن على صفحات الجرائد. وفي سياق حديثه عن الضحايا والأرواح البريئة التي سقطت في التفجيرات، توقف الوزير جمال ولد عباس عند صبر الآراء الذي ادعت فيه قناة الجزيرة بان الجزائريين يساندون العمليات التفجيرية التي تنفذها القاعدة في الجزائر، وقال الوزير "لعنة الله على قناة الجزيرة لأنها كما قال استباحت أرواح الجزائريين الأبرياء، وتلذذت بالجرائم التي ذهب ضحيتها الجزائريين، والتلذذ بالجرم يعتبر جريمة في حد ذاتها" مضيفا ما قمت به الجزيرة يعتبر جريمة ضد الإنسانية، وعملا بربريا ووحشيا يتنافى مع حقوق الإنسان". مما دفع عائلات الضحايا إلى التدخل للمطالبة بمقاضاة قناة الجزيرة في محكمة العدل الدولية بلاهاي، وبينما استرسلت المحامية الحقوقية فاطمة الزهراء بن ابراهم في التنديد بما قامت به قناة الجزيرة ثار غضب الضحايا الذين طالبوا باحترام مشاعرهم، واحترام أرواح الضحايا الذين سقطوا، لأن لا اللقاء ولا الظروف مناسبة لطرح مثل هذا الإشكال، وشرع الجميع في الإنسحاب بينما أصيبت إحدى النسوة بانهيار عصبي استدعى الأمر تدخل الوزير شخصيا لتهدئتها. جميلة بلقاسم