يطرح المسرحي الجزائري الفذ "محمد إسلام عباس" في عمله الجديد الموسوم "الأول مكرر" صراع التمرد وأسئلة الأبوة المأزومة وانكساراتها في جزائر الراهن. في عمل أخرجه عباس عن نص الاماراتي "صالح كرامة العامري"، انخرط الثلاثي: أحمد مدّاح - نور الهدى شقتمي– سارة براهيمي في اصطراع ذهني فلسفي يخاطب الإنسان وأوجاعه ومعاناته خارج الحدود، عبر شخصية "ساري" الرجل المغامر، المهووس بالترحال، كان يعمل قبطاناً ويعشق التنقل بين الغابات في إفريقيا يعيش منعزلا في مدينة مجازية، ينزوي في مقهى يمتلكه بعيداً عن المدينة التي انتهكها الغرباء، تطرق بابه فتاة خمراوية اللون في العشرين من عمرها اسمها "ريما" في ليلة عاصفة ويجمعهما حوار وجداني طويل يسترجع فيه "ساري" ذكرياته في قارة افريقيا ومغامراته النسائية هناك. يكتشف ساري فجأة أنّ "ريما" هي ابنته من امرأة كونغولية عاشرها لفترة اسمها "سوما"، غير أن ساري تنكرّ لريما لحظة ميلادها وصرخ بأعلى صوته (لا أريدها) وهرب مهرولاً بين الأدغال، بينما أخذت سوما تلحقه وتطلب منه أن يأخذ ابنته، لكنه تركها، فعادت الأم ووجدت الخادمة أومبوكو فعهدت إليها بتربية الطفلة حتى كبرت وقبل وفاتها أسرّت الأم لابنتها باسم أبيها الهارب ونقشته على ذراعها وأخبرتها بمكانه، لتبدأ رحلة التداعي وراء الصخب والانكسارات، في نسج متشابك وصراع لاهب.