يحتضن اليوم المعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري، في إطار "أيام المسرح" التي ينظمها تزامنا مع مناسبة اليوم العالمي للمسرح، و تحت شعار "التكوين أساس الإبداع"، العرض ما قبل الأول لمسرحية "الأول مكرر" للمخرج محمد إسلام عباس، عن نص الكاتب الإماراتي صالح كرامة العامري، و من إنتاج تعاونية الفضاء الثقافي. "الأول مكرر" حسب ما صرح به المخرج إسلام عباس للجزائر الجديدة هو عرض بسيكودرامي، ذهني فلسفي يخاطب الإنسان و أوجاعه و معاناته خارج الحدود، يعالج من خلال مشاهده العديد من القضايا النفسية و الاجتماعية التي يتخبط فيها المجتمع في الوقت الراهن، منها مشكل تفكك القيم الاجتماعية و الإنسانية الذي أضحى ظاهرة تهدد كيان العديد من المجتمعات، و ذلك في قصة أب يتخلى عن ابنته التي ينجبها من معاشرته لامرأة خارج علاقة زوجية، و لا يريد الاعتراف بها، لكن رغم ذلك تصر البنت على والدها و تطلب منه الاعتراف بها، و ذلك لتمسكها بالقيم و بعلاقة الانتماء التي لا تريد الانفصال عنها، و في حوار هادئ بين الشخصيتين المحوريتين في العرض تظهر قساوة الأب الذي يفضل الهروب من المسؤولية و العيش تحت الظل، أما عن قصة العرض الذي ستجري أحداثه طيلة ساعة و عشرة دقائق من الزمن يضيف المتحدث تحكي قصة "ساري" الرجل المغامر، المهووس بالترحال، كان يعمل قبطانا و يعشق التنقل بين الغابات في إفريقيا، يعيش منعزلا في مدينة مجازية، ينزوي في مقهى يمتلكه بعيدا عن المدينة التي انتهكها الغرباء، تطرق بابه فتاة سمراء في العشرين من عمرها اسمها "ريما" في ليلة عاصفة، و يجمعهما حوار وجداني طويل يسترجع فيه ساري ذكرياته في قارة إفريقيا، و مع الحوار يكتشف ساري أنها ابنته من امرأة كونغولية عاشرها لفترة اسمها "سوما"، غير أن ساري تنكر لريما لحظة ميلادها و صرخ بأعلى صوته (لا أريدها)، و هرب مهرولا بين الأدغال، بينما أخذت سوما تلاحقه و تطلب منه أن يأخذ ابنته معه، لكنه تركها فعادة الأم و وجدت الخادمة أومبوكو فعهدت إليها بتربية الطفلة حتى كبرت و قبل وفاتها أسرّت الأم باسم أبيها الهارب، و نقشته على ذراعها و أخبرتها بمكانه، و رغم استبسال ريما في استمالة ساري، إلا أنه أصر على إنكار أبوته ريما، إلى أن ينتهي الصراع بينهما إلى نقطة البداية و تنفجر أسئلة الأبوة المأزومة و انكساراتها في جزائر الآن. أما عن رؤيته الإخراجية يقول انه اعتمد عن المنهج الواقعي، استعان فيه بدلالات و إشارات سيميولوجية أراد من خلالها إيصال المعنى و الرسالة للمتلقي، يساعد إسلام في تقديم رؤيته الإخراجية كل من حمزة جاب الله في سينوغرافيا، سمير بن داوود في تصميم الكوريغرافيا. للإشارة، سيتم العرض الشرفي لهذه المسرحية التي سيجسدها ركحيا كل من كنزة بن بوساحة و محمد مداح يوم 22 افريل القادم بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي.