روايات عن مقتل عبان رمضان في ذكرى "استشهاده" الخمسين خلدت وزارة المجاهدين يوم الخميس ذكرى استشهاد عبان رمضان أين قدم المتدخلون في المناسبة تفاصيل عن مقتله على يد قياديين في جيش التحرير الوطني، ما اعتبره وزير المجاهدين قرار بنفض الغبار على هذه الذاكرة للحديث بعمق عن شخصيته ومساهمته في تنظيم الكفاح التحريري. قال وزير المجاهدين محمد الشريف عباس "قررنا نفض الغبار عن هذه الذاكرة والحديث بعمق وبالتفاصيل عن مساهمة عبان رمضان في تنظيم الكفاح التحريري الذي أفضى إلى الحصول على السيادة الوطنية" داعيا بالمناسبة الذكرى ال50 لاستشهاد عبان رمضان الثوريين والمؤرخين والكتاب للمسارعة في الإدلاء بشهاداتهم عن الثورة وكتابتها على نفقة وزارة المجاهدين لأن "الوقت يداهمنا والشباب يضغط علينا لمعرف الحقائق التاريخية عن الثورة". وجاءت بعض تلك الحقائق التاريخية أول أمس بالنادي الوطني للجيش على لسان شخصيات ثورية وتاريخية دعيت من قبل وزارة المجاهدين للإدلاء بشهادتها حول عبان رمضان، حيث اعتبر عبد الحميد مهري استشهاده "مأساة للثورة لكنها مدعاة للتفكير العميق في ظروف قيام الثورة" محاولا إعطاء التبرير التاريخي للخلاف بين قادة الثورة عقب مؤتمر الصومام المنعقد في أوت 1956، الذي لا يمكن فهمه إلا بربطه بظروفه حسب قوله وقت خرج عبان رمضان من المؤتمر بمبدئين اثنين يتعلقان بأولوية السياسي على العسكري والداخلي على الخارجي، ما لم يتقبله قادة الثورة الآخرون الممثلين للجناح العسكري وعلى رأسهم كريم بلقاسم، بوصوف وبن طوبال واعتبروه انحرافا على مبادئ نوفمبر، ورغم محاولات التقريب بين المختلفين في مؤتمر تونس، ظل كريم بلقاسم متمسكا بإلغاء قرارات مؤتمر الصومام وعبان رمضان على رأيه من ضرورة أن يشارك كل الشعب الجزائري في ثورة التحرير مثلما نص عليه بيان أول نوفمبر، وحاول دباغين ومهري حسب شهادته ابعاد عبان عن تونس لتفادي مزيد من الخلافات، لكن الجو ظل معكرا ووقع الانشقاق في صفوف جبهة التحرير. ودون أن يعطي مزيدا من التفاصيل عن مقتله، ذكر مهري بأن التخلص من عبان رمضان خلق فتنة داخلية في صفوف قيادة الثورة وطرح فكرة من هو أكثر ثورية من الآخر "أصبح من شاركوا في مقتل عبان يشكون في بعضهم وانعزلوا عن بعضهم" واستقال أعضاء من لجنة التنفيذ والتنسيق منهم مهري "لم نوافق على قيادة الثورة بذلك الشكل" وكانوا عازمين على عدم العودة للصفوف لولا أن بن طوبال قال لهم "إذا لم ترجعوا فسوف نصفي بعضنا " وكانت العودة حسب مهري "على أساس أن قضية عبان هي الحالة الأولى والأخيرة في التصفيات السياسية. غنية قمراوي