سجلت أسعار القمح تراجعا ملحوظا في الأسواق العالمية خلال الأسبوع الأخير بلغ 30 %، بالخصوص في أسواق شيكاغو وكانساس سيتي الأمريكية بسبب عدم تسجيل طلب جديد للجزائر إلى غاية شهري فيفري - مارس المقبلين، كما سجلت السوق الأمريكية إلغاء مصر لطلبات بكميات معتبرة بسبب غلاء القمح. تراجعت أسعار القمح في السوق الدولية مع آخر أيام 2007 إلى مستويات قياسية لم تبلغها منذ 18 شهرا، بعدما عرفت التهابا في سعر القمح تسببت فيه الطلبات الكبيرة للجزائر على القمح الأمريكي، حيث قدر مركز الحبوب العالمي بلوغ طلب الجزائر 5.1 ملايين طن سنة 2007، إضافة إلى العجز الذي سجلته أسواق أخرى مثل الفرنسية والأوكرانية التي تأخرت المحاصيل فيها وقلت بسبب سوء الأحوال الجوية والجفاف بصفة خاصة. وكانت آخر دفعة طلبتها الجزائر من القمح هي 100 ألف طن استلمتها بتاريخ 20 ديسمبر الفارط، ولم تقدم طلبات أخرى بحساب شهري فيفري ومارس، ما جعل الأسعار تتراجع بنسبة كبيرة من 220 دولار للطن إلى 180 دولار في آخر أسبوع من ديسمبر، تدعّمت أكثر بإلغاء مصر لطلبين مهمين من السوق الأمريكية بسبب ارتفاع السعر. فقد ألغت مصر بتاريخ 20 ديسمبر الماضي اليوم الذي استلمت فيه الجزائر آخر دفعاتها طلبا أولا ب16 ألف طن ثم ألغت ثاني ب180 ألف طن بسبب تأهب السوق العاملية لاستقبال محاصيل القمح الصلب واللين من سويسرا وكازاخستان، أستراليا والأرجنتين، كما أعلنت مصر والهند عن النية في اقتناء القمح من روسيا. وحسب شركة سيتي غروب البنكية فهناك تخوف من إلغاء طلبات كانت قد أبرمت من قبل بسبب غلاء القمح في السوق الأمريكية، لكن الأسعار ستعرف تراجعا لا محال بسبب الوفرة التي ستضمنها المحاصيل الجديدة للبلدان المذكورة. وكانت الحكومة قد قررت منذ أسبوعين دعم سعر السميد الموجه للاستهلاك عن طريق تخصيص غلاف مالي يقدر ب9 ملايير دينار سنويا لتفادي الأزمات التي تحدث على سعر القمح في الاسواق العالمية والتي تنعكس على الأسعار المحلية، حيث سيستقر سعر القنطار من السميد في 3600 دج بينما السميد الرفيع سيكون سعره 4000 دج للقنطار، لكن تراجع سعر القمح في السوق العالمية للطلبات المقبلة سوف يخفض ربما من فاتورة الدعم الذي قررته الحكومة. غنية قمراوي