أصدرت مصالح بلدية الجزائر الوسطى قرارا بتوقيف أشغال هدم البناية الموجودة بحي عبد الكريم الخطابي بالقرب من الجامعة المركزية بالعاصمة غداة انهيارا جزئي بالبناية وقع الأحد الماضي كاد أن يودي بحياة العمال وخلف جرح شخصين. في الوقت الذي أكدت مصادر أن القرار سببه تحقيق جاري حول ظروف العمل بهذه الورشة و في مقدمتها عدم تامين العمال لدى مصالح الضمان الاجتماعي . أكد عمال بهذه الورشة ل"الشروق" أمس أن صاحب المقاولة التي أوكلت لها أشغال تهديم هذه البناية من قبل شركة الترقية العقارية روضة الفتح لرجل الأعمال صحراوي أمر العمال غداة الحادث بالرجوع إلى بيوتهم وقال لهم "سنستأنف العمل بعد أسبوع " دون أن يطلعهم على سبب هذا القرار ، الذي جاء حسب مصادر أخرى بعد كشف الحادث المذكور وجود ظروف عمل غير لائقة بهذه الورشة أصبحت تهدد حياة حوالي 30 عاملا اغلبهم غير مصرح بهم لدى مصالح الضمان الاجتماعي فضلا عن الهشاشة التي أصابت هذه البناية التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية بفعل الأمطار وفتح سقفها مع انطلاق الأشغال شهر أكتوبر الماضي مما دفع السلطات المحلية إلى التحرك لتجنب كارثة أخرى اخطر . ورغم أن الرواية التي قدمت يوم وقوع الحادثة هي تسبب شرارة كهربائية في سقوط طوابق البناية من الداخل إلا أن العمال كذبوا هذه الفرضية في حديثنا إليهم، وحسبهم فان الشرارة الكهربائية سببها جر الطوابق التي تهاوت في الداخل لخيط كهربائي كان بالبناية ويستعمل في التزود بالكهرباء لتشغيل آلات الحفر والهدم المستعملة من قبل العمال حيث أدى بتر هذا الخيط إلى انطلاق شرارة كهربائية في أجزاء البناية بشكل خلف انفجارا زرع الرعب والهلع بعين المكان . وارجع بعض العمال انهيار طوابق المبنى إلى هشاشتها بفعل الأمطار وكذا فتح سقف البناية بشكل جعل الأمطار تتسرب مباشرة إلى داخل الجدران وعن مخلفات الحادث قال احد العمال أن زميله الذي أصيب بجروح في الحادث نقل على إثرها إلى المستشفى ليوم واحد "نجا بأعجوبة من الموت" بعد أن كان في الأسفل عندما انهارت فوق رأسه أسقف البناية إلى جانب زميلين له كانا قد غادرا المكان إلى الخارج دقائق قليلة فقط قبل وقوع الحادث وحسبهم فان إخراج هذا العامل من تحت الركام من قبل مصالح الحماية المدنية استغرق نصف ساعة " ولو نكن نتصور انه كان على قيد الحياة بعد أن سمعنا صوته تحت الأنقاض" يضيف هؤلاء العمال " فهناك عمود حديدي حال دون سقوط كتل الركام على جسمه" حبسهم وتم إخراجه وقد أصيب بجروح على مستوى الوجه فقط فيما بقي أربعة عمال آخرين عالقين في جدران المبنى قبل أن يتم إخراجهم من قبل مصالح الحماية المدنية . وحاولنا الاتصال بصاحب شركة الترقية العقارية للاستفسار حول ظروف سير هذا المشروع إلا كل محاولاتنا باءت بالفشل ونفس الشيء بالنسبة لرئيس بلدية الجزائر الوسطى والأمين العام للبلدية . عبد الرزاق/ب