انتشر داء "الجرب" المعدي بين المحبوسين في سجن الحراش الكائن بالجزائر العاصمة، أعراض الداء ظهرت في شكل طفح جلدي مصحوب بحالة تهيج شديد وحكة في مختلف أجزاء الجسم، تشتد أكثر أثناء النوم في الليل، مما يتسبب في قلة النوم والأرق لدى المصابين، مع ظهور أورام على الجلد وبثور صغيرة سوداء اللون والتهابات جرثومية ثانوية نتيجة الحكة الشديدة بين الثنايا والمناطق الدافئة في الجسم، وخاصة بين الأصابع وحول الرسغين، والمرفقين ومنطقة الحزام والفخذ، والإبطين. وتبين إثر تشخيص الوباء بأن السجناء المرضى مصابون بداء "الجرب" المعدي، والذي تنتقل عدواه عن طريق انتشار نوع من الطفيليات المجهرية، وهي عبارة عن سوسة تنتشر في الأغطية والأفرشة والملابس التي لا تتعرض لأشعة الشمس، وقد انتشرت هذه "السوسة" في الأجنحة المزدحمة بالسجناء، وتكاثرت بسرعة، مما جعل إدارة السجن تستنفر أطباء المؤسسة العقابية للتحكم في المرض، وتعمل إدارة السجن على التحكم في الوباء عن طريق رش دواء على شكل بودرة يطلق عليه "آطاكس" على الأفرشة والأغطية والمناشف وثياب المساجين لمنع العدوى وتوقيف تكاثر الحشرة في الأجنحة التي ظهر بها الداء، مع تزويد النزلاء المصابين بالأدوية وبمحلول دوائي سائل للإستحمام يطلق عليه "آسكابيول" وهو دواء مضاد لهذه الحشرة. وقد طلبت إدارة السجن من جميع السجناء التبليغ عن أي حالة حكة يصاب بها أحد السجناء حتى وإن كانت بسيطة من أجل علاج الداء في مرحلته الأولى. وعن الأجنحة التي ظهر فيها الوباء، قالت مصادرنا بأن "الوباء ظهر في الأجنحة الموجودة تحت الأرض بسجن الحراش ولا سيما منها الجناح "سي سي" والجناح "4 سي" والجناح "4 بي" وهي الأجنحة الموجودة تحت الأرض، ومكتظة بالنزلاء، مما صعب عملية الفصل بين المصابين وغير المصابين في الأجنحة. علما أن سجن الحراش يعاني من الإكتظاظ باعتراف مدير إدارة السجون مختار فليون، حيث أنه يضم 4000 نزيل في حين أن قدرة استيعابه لا تزيد عن 3000 نزيل، الأمر الذي يضطر إدارة السجن إلى تحويل نزلائه إلى مؤسسات عقابية أخرى خارج الجزائر العاصمة. "الشروق اليومي" اعتمدت على ستة محامين من أجل التحدث إلى موكليهم في الحبس واستطلاع الأمر وجمع المعطيات حول الأجنحة التي انتشر فيها هذا الوباء، وقد أكد لنا هؤلاء بأن الحالات الأولى من الداء ظهرت شهر أوت الفارط، غير أن إدارة السجن تدخلت عن طريق أطباء المؤسسة العقابية وتم بذلك التحكم في الأمر، لكن سرعان ما تفاجأ المحبوسون بعودة الوباء من جديد بين السجناء في بعض الأجنحة. وقد حاولت بعض العائلات الحصول على إذن من الإدارة من أجل إدخال الدواء لذويها قصد الوقاية خشية انتقال المرض إليهم، غير أن الإدارة رفضت ذلك، لأن إدخال الأدوية إلى السجن ممنوع إلا بوصفة طبية صادرة عن الطبيب الداخلي للسجن، وذلك في حالات استثنائية فقط، وطمأنت الإدارة عائلات السجناء، لأن لا يقلقوا بحجة أنها تتحكم في الداء، وأن الأمر لا يدعو للخطورة، وأكدت الإدارة للأهالي بأن الدواء متوفر. وقد تحدثت الشروق إلى أهالي السجناء بقاعة الإنتظار التابعة لسجن الحراش الذين لا حديث لهم في القاعة إلا عن داء الجرب، وأكدت بعض العائلات إصابة ذويها داخل السجن. وقد أثار انتشار هذا الداء لدى بعض النزلاء حالة من الهستيريا لدى السجناء الذين لم تمسسهم العدوى، حيث انتشر في أوساطهم نوع من الوسواس والخوف من انتقال المرض إليهم، خاصة عند شعور هؤلاء بالحكة حتى وإن كانت حكة بسيطة قد تكون ناتجة عن لدغة بعوضة. جميلة بلقاسم