تقوم الأقلية المسيحية التي تعيش بولاية تيزي وزو باستعمال كل الوسائل لدفع الشباب من ضعاف القلوب إلى التنصر، هؤلاء ارتدّوا عن دين آبائهم وأجدادهم وحادوا عن الطريق المستقيم. لكن الأخطر هو ما يحدث خلال هذه الأيام حيث يقوم المشرفون على كنيسة "أبوديد" بالاربعاء نايث ايراثن الواقعة على بُعد حوالي 25 كلم من عاصمة ولاية تيزي وزو بفتح أبوابها على مصرعيها، وإغراء تلاميذ المدارس والثانويات لدفعهم إلى التردد على الكنيسة. وقد وقفنا على هذه "القنبلة المؤقتة" أمس خلال انتقالنا إلى مدينة الأربعاء نايث ايراثن للتحري في القضية التي جعلت كثيرا من الأولياء يدقون ناقوس الخطر خاصة وأن أبناءهم أصبحوا ودون علمهم ينشقون كالاغنام خلف ذئاب في ثياب الرعاة، ذئاب يتلذذون برؤية أبناء المنطقة متشتتين ومتفرقين، وقد كانت المفاجأة عندما شاهدنا أفواجا وجاعات من التلاميذ مباشرة بعد مغادرتهم للاقسام يتوجهون صوب الكنيسة غير البعيدة عن إحدى المؤسسات التعليمية. وقد استوقفنا جمال وهو طالب ثانوي والذي قال إنه مسيحي وأقرانه يسمونه جوزي. وفي البدء كانت أمه تناديه "جوجو"، كثرت عليه الأسماء وكلها تنعت شخصا واحدا وهو الشاب جمال الذي يبلغ من العمر 17 سنة ويسكن بإحدى قرى نايث إيراثن، تغير أسماء هذا الشاب لم تأت بالصدفة وانما جاءت نتيجة تحولات مر بها وكان لكل مرحلة التأثير القوي والفعال في طريقة تفكيره ولباسه وتسريحة شعره، بل والأخطر من ذلك مس التحول حتى دينه دون علمه. ويقول "جوزي" للشروق »عشت التحول منذ صغر سني فلم أكن أرضى بالأشياء التي يطول امتلاكي لها، ولا أظن أن هذا عيب فيّ وانما ميزة أعتز بها«. ويضيف "لقد تخليت عن الصلاة والذهاب إلى المسجد منذ حوالي 5 أشهر، وأنا اليوم أخوض تجربة جديدة في حياتي، وقد أتي إلى هنا كنيسة "أبو ديد" رفقة أحد الأصدقاء، أعجبني الأمر كثيرا خاصة وأن كل شيء في هذا الدين مباح سواء من مأكل أو مشرب وخاصة النساء!؟"، تركنا جوزي كما يحلو لنا أيضا ان نناديه ليواصل طريقه إلى الكنيسة. قد يكون الفراغ الروحي والأخلاقي وخاصة الاجتماعي وغياب دور الأولياء والمدرسة هي الأسباب التي دفعت (جوزي) الى التخلي عن دين آبائه وأجداده ومحاولة اعتناق المسيحية. لكن بالنسبة لصبرينة والتي غيرت منذ شهر اسمها إلى "كاترين" والتي التقينها بها بنفس الكنيسة وهي توقد شمعة تحت تمثال العذراء والصليب، اقتربنا منها والفضول يشدنا إليها أكثر من جوزي لأنها ببساطة كانت ترتدي زيا إسلاميا، حجابا وأي حجاب، سألناها عن ما تفعله بهذا المكان وقالت ببراءة إنها توقد التمني حتى تساعدها السيدة العذراء والرب على النجاح في امتحان شهادة البكالوريا، نظرنا إليها واستغربنا خاصة عندما قالت إنها مسيحية لكنها تنتمي لعائلة مسلمة للأسف؟! ولما استفسرناها إن كانت عائلتها تدري عظم خطئها، فأجابتنا بالنفي، مضيفة أن جميع صديقاتها بالثانوية مسيحيات! تركنا كاترينا، اسحاق، سليم، عمر، كريمة وغيرهم وعدنا أدرجانا بعد أن تأكدنا من المصيبة والسوسة التي بدأت تنهش تلاميذ إكماليات وثانويات دائرة الأربعاء نايث ايراثن على وجه الخصوص، وهذا بالطبع بسبب الفراغ الروحي والأخلاقي وغياب دور المدرسة والأسرة والمجتمع بأكمله. صونية قرس