انطلقت بالعاصمة السورية فعاليات مهرجان "دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008"، باحتفال شعبي في ساحة "الأمويين"، فيما أضاءت الألعاب النارية التي أطلقت على سفح جبل "قاسيون" السماء فوق ما يزيد على المليون شخص شهدوا الاحتفال. ومع بدء الاحتفال، جابت فرق شعبية فولكلورية ساحة الأمويين، حيث قدمت رقصات وأغنيات من تراث بلاد الشام، كما أُطلقت المناطيد التي تحمل علم الجمهورية السورية، والألوان زاهية تعبيراً عن الفرح، فيما بثت مكبرات الصوت الأغنيات الوطنية والقومية. وتوزعت في الساحة هياكل فنية وكرات كبيرة، تعبر عن ألوان الحضارة السورية عبر التاريخ، ومنها سفينة "فنيقية" تحاكي السفن التي جابت البحار لتنقل العلم والمعرفة، إلى جانب السلع والفكر والفنون. كما بدا خلال الاحتفال مجسم كبير للجامع الأموي الكبير، وللوردة الشامية، والبيت الدمشقي القديم، إضافة إلى كرات شفافة عملاقة، تحرك في داخلها راقصون وراقصات تدور في أرجاء ساحة الاحتفال. وعلى الحبال المعلقة فوق الحضور، أدى أعضاء فرق فنية الألعاب البهلوانية والرقصات المعبرة عن تاريخ سوريا وبلاد الشام، على وقع أنغام شعبية تراثية معروفة. كما عرضت شاشة عملاقة مشاهد للطبيعة في مختلف أنحاء سوريا، أدى بمحاذاتها مجموعة من الشبان والشابات رقصات معبرة، مع استمرار تجول العروض وفرق الأحياء الشعبية أرجاء الساحة، بمبادرات ذاتية. ونثرت الفتيات أوراق الورد على الجمهور المحتشد، وهن يرقصن على هياكل معدنية سيارة يبلغ ارتفاعها ثلاثة أمتار، ويرتدين فساتين طويلة وعريضة مصنوعة من المعادن أيضاً، غطت الهياكل التي جابت أنحاء الساحة. واستمر إطلاق عشرات المناطيد مترافقة مع العروض، كما استمرت الألعاب النارية كفواصل بين الفقرات الفنية المتنوعة، لتطلق في النهاية رشقات غزيرة أنارت ليل دمشق وأمدته بالدفء مع برودة الجو، لتتحول في نهاية الاحتفال إلى مهرجان متنوع الأشكال والألوان. وعبر الجمهور والضيوف من خلال تفاعلهم المتواصل مع الفقرات عن بهجتهم بالاحتفال، وعن سعادتهم بأن تكون دمشق عاصمة للثقافة هذا العام، موضحين أن دمشق "تحتفي بالثقافة ونشر المحبة والسلام لكافة أنحاء العالم"، وفقاً لما نقلت وكالة "سانا" السورية للأنباء. وأضافت الوكالة أن ساهم في إنجاز هذا الاحتفال، "استديو فيستي"، وهي شركة إيطالية متخصصة في الألعاب النارية والعروض الفنية في الهواء الطلق والأماكن المفتوحة. ومن المقرر أن يُقام الافتتاح الرسمي لمهرجان "دمشق عاصمة الثقافة العربية" في دار الأسد للثقافة والفنون في 19 من الشهر الجاري، وتستمر النشاطات التي تتضمن معارض فنية، وعروض مسرحية وسينمائية، وأمسيات فكرية وشعرية وموسيقية، وإصدارات دوريات وكتب ونشرات طوال العام 2008. الشروق أون لاين. الوكالات