اجتاح ملايين الاشخاص في جميع انحاء العالم شوارع المدن الكبرى ليحتفلوا بحلول السنة الجديدة متناسين لبضع ساعات اجواء التهديد الامني السائدة والازمة الاقتصادية العالمية. وفي نيويورك لم يكترث الاف الاشخاص لتساقط الامطار والثلوج وتجمعوا في ساحة تايمز سكوير للمشاركة في العد التنازلي للانتقال الى العام الجديد من خلال هبوط الكرة البلورية العملاقة. وعززت نيويورك اجراءاتها الامنية بمناسبة حلول عيد رأس السنة بعد ستة ايام على محاولة تفجير شاب نيجيري طائرة اميركية اثناء رحلتها بين امستردام وديترويت. ولهذه المناسبة نشر شرطيون باللباس المدني او الرسمي وتمت تعبئة رجال شرطة باللباس المدني او بالزي الرسمي وتثبيت كاميرات مراقبة واجهزة لكشف المواد المشعة او البيولوجية. وقال قائد شرطة المدينة ريموند كيلي "سيكون انتشار كامل لقواتنا"، معتبرا ان "نيويورك هي الهدف الاول في الولاياتالمتحدة للارهابيين". وفي لندن، تجمع اكثر من مئتي الف شخص على ضفاف التيمز لمتابعة "لندن آي"، الدولاب الكبير الذي يطل على النهر واعينهم على عقارب ساعة بيغ بن الشهيرة. وفي باريس استقبل اكثر من مئتي الف شخص السنة الجديدة في جادة الشانزيليزيه وهم يتبادلون التمنيات "بالاستقرار" في زمن الازمات. وكان وزير الداخلية بريس اورتوفو اكد في بيان ان "حوالى 270 الف شخص شاركوا في الاحتفالات هذه السنة في مقابل 550 الفا" العام الماضي في تراجع ملحوظ. واضاف انه خلال ليلة رأس السنة "اصيب 11 عنصرا امنيا بجروح من دون تسجيل خسائر في الممتلكات العامة والخاصة". وتم حشد نحو 45 الف رجل شرطة ودركي بينهم اكثر من ثمانية الاف في العاصمة باريس وحدها لتغطية مجمل الاراضي الفرنسية بهدف تفادي اي تجاوزات والحد من عدد السيارات المحروقة، وهي عادة شائعة في بعض الاحياء الحساسة. وسمحت هذه التعبئة باعتقال عدد اكبر من الاشخاص هذه السنة. وكان اكثر من 120 الف روسي احتفلوا قبل ساعتين من ذلك في الساحة الحمراء بالسنة الجديدة بينما عبر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف عن شكره لمواطنيه لانهم "واجهوا معا" سنة "لم تكن سهلة جدا". وفي روما دعا البابا بنديكتوس السادس عشر المسيحيين في العالم اجمع الى مساعدة "العائلات التي لا تزال تواجه صعوبات" بسبب الازمة العالمية، خلال الصلوات الخاصة باخر ايام السنة في كنيسة القديس بطرس. وقبل ساعات من بدء الاحتفالات في العاصمة الايطالية اعتقلت الشرطة رجلا عاريا عند احدى نوافير ساحة بياتسا نافونا بعد اقتحامه المغارة التي اقامها الفاتيكان في ساحة القديس بطرس. وفي اسبانيا اطلق عرض بالصوت والضوء الرئاسة الاسبانية للاتحاد الاوروبي في ساحة بورتا ديل سول في وسط مدريد التي تدفق عليها آلاف من سكان العاصمة الاسبانية كما يحدث كل سنة، للاحتفال برأس السنة. وفي المدن الاوروبية الاخرى رفعت اعلام الاتحاد الاوروبي على عدد من المباني. وفي برلين، اضاءت العاب نارية بوابة براندنبورغ رمز المانيا الموحدة بحضور مئات الآلاف من الاشخاص. وفي بولندا استقبل نحو تسعين الف شخص السنة الجديدة باحتفال اقيم في وارسو في ذكرى النجم الاميركي الراحل مايكل جاكسون حضرته شقيقة المغني لاتويا. وفي اوكرانيا اكد الرئيس فكتور يوتشينكو الذي يأمل في اعادة انتخابه في 17 كانون الثاني/يناير، لمواطنيه في رسالة رأس السنة انهم سينضمون الى الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي. واحتفل اسرائيلي برأس السنة في تل ابيب بالبقاء 66 ساعة في كتلة جليدية تزن ثمانية اطنان وهو يرتدي جينز وقميص. ومن سيدني الى فانكوفر، نزل عشرات ملايين الاشخاص الى الشوارع لوداع العام 2009 الذي طبعته النزاعات والاعتداءات وتداعيات الازمة المالية. وعند الساعة 11,00 ت غ، اطلقت نيوزيلندا، احدى اول الدول التي احتفلت بالعام الجديد، الالعاب النارية من سكاي تاور في اوكلاند العاصمة. وفي اندونيسيا، ابلغت سفارتا الولاياتالمتحدة واستراليا من حاكم بالي باحتمال حصول هجوم ارهابي في الجزيرة السياحية التي كانت في الماضي مسرحا لاعتداءات استهدفت الغربيين. واعلن حاكم بالي بحسب بيان نشرته السفارتان ان "هناك مؤشرات عن اعتداء هذا المساء في بالي" حيث ادى اعتداء نسب الى الجماعة الاسلامية الى مقتل 202 شخص في بالي، بينهم 88 استراليا في 2002. وفي سيدني، شارك نحو 1,5 مليون شخص في المرفأ في حفل اطلاق الالعاب النارية التقليدي فوق "هاربور بريدج". ووصفت رئيسة وزراء منطقة نيو ويلز (جنوب) كريستينا كينيالي المشهد بانه "الاجمل في العالم" اذ استخدمت 4,5 اطنان من الالعاب النارية التي اضاءت سماء المدينة بالالوان طيلة احدى عشرة دقيقة. وفي ريو دي جانيرو احتفل مليونا شخص ارتدى معظمهم ملابس بيضاء حسب التقاليد، بالعام الجديد على شاطىء كوباكابانا. وفي مونتيفيديو اكتشف السياح رياضة محلية هي التسلل بين قنابل المياه التي تلقى من مباني عاصمة الاوروغواي كل 31 كانون الاول/ديسمبر للاحتفال بنهاية السنة خلال فصل الصيف. وحظرت تايلاند استخدام الالعاب النارية اثر مقتل 65 شخصا في كانون الاول/ديسمبر الماضي بسبب احتراق ملهى سببه هذا النوع من الالعاب النارية. وفي افغانستان وباكستان، تم تعزيز الاجراءات الامنية الى اقصى حد في حين تتوالى الهجمات الدامية التي تشنها حركة طالبان. وقتل ثمانية مدنيين اميركيين وخمسة كنديين، هم اربعة جنود وصحافية، في افغانستان في هجومين مختلفين تبنتهما حركة طالبان. وفي مدينة كراتشي الباكستانية، يبدأ العام الجديد عادة باطلاق العاب نارية لكن اعتداء انتحاريا نفذ الاثنين وتبنته حركة طالبان واوقع 43 قتيلا، اغرق المدينة في الحداد. واستقبلت قبرص العام الجديد بحظر كامل على التدخين في المقاهي والمطاعم والاماكن العامة المغلقة الاخرى، على غرار بلدان اوروبية مثل ايرلندا وفرنسا وايطاليا. وفي جنوب افريقيا انتهز الرئيس جاكوب زوما فرصة خطابه بمناسبة رأس السنة للدعوة الى الوحدة من اجل انجاح دورة كأس العالم لكرة القدم للمرة الاولى في افريقيا.