اليوم، كان عندي عمل! لقد طلب مني مساء أمس "النيڤرو"، "الميكانيكي" الذي اشتغلت معه لشهر منذ سنتين، أن أعوضه ليوم، عنده مرض، قلت له: ما فيهش مشكل، كل السيارات العاطلة، إلا إذا كان فيه نقص "نتاع لابياس"، ستكون بإذن الله جاهزة للاستعمال! قال لي: لا توجد إلا سيارة واحدة، مولاها راه مهبلني عليها، قلت له: ما كان حتى مشكل غدا بإذن الله يديها. ترك لي"النيڤرو" الڤاراج والمفاتيح وذهب، بعدما أعطى رقم هاتفي لصاحب السيارة حتى لا "يقرقجه" بالمكالمات! حصلت في، بل حصل في! نهار نهار وهو يتصل وأنا أرد عليه أنني كدت أن أنهي العمل وأنه لا داعي للقلق .. اليوم تخرج! آخر مرة اتصل بي، كانت الساعة تشير إلى الثالثة زوالا! المشكل أني لم أعرف أنه كان قد دفع أيضا زوجته إلى المستشفى منذ يومين..مثل السيارة تماما..! وأن جاره الطبيب المكلف بها، قال له إنه عليها أن تجري عملية جراحية فورية وأن الجراح يأخذ 2 ملايين عن العملية لقاء إجرائها في المستشفى العمومي، فوافق، لأن العملية في "لاكلينيك بريفي" تعادل 8 ملايين! 2 مقابل 8 خير! لم أعرف هذا منه، بل من "النيڤرو" غدا عندما عدت لأرد له المفاتيح، وأساعده يوما آخر. ماذا حدث وأنا لا أدري، ولا صاحب السيارة يدري؟! يبدو أنه كان في سلسلة اتصالات محمومة، لا هو مع الميكانيسيان والسيارة المعطلة، ولا هو مع زوجته في البلوك! كان يتصل من العمل، من بعيد، ويريد أن يطمئن على زوجته أولا! لكن عوض أن يتصل بصديقه الدكتور المكلف بالمرأة، اتصل بهاتفي وراح يسألني وأنا أجيب! أنا في واد وهو في واد! قال لي: يا درى..نقدر نجي نخرجها اليوم؟ قلت له: منا على نصف ساعة تقدر تجي..! راني هنا حتى تجي! قال لي: وو.. وصافا؟ قلت له: ما تخممش.. ڤاع ما تتقلقش..رانا حلينها قاع..! المصارين نتاعها كانوا قاع مخلطين..! كانت تاكل الزيت؟ قال لي: وااااه... ليدام؟...تضرب! تاكل!!...قلت له: وكانت تسخن؟ قال لي: تحمى..وااااه..من الصبح، كي نوضها، غير شوية السخانة تطلع لها..! قلت له: باينة ما كنتش تعطيها الما.. وهذا الصيف..يخصها الما..! قال لي: والله والو... كنت نعطيها الماء..وغير نتاع القرعة..ما نعطيهاش قاع الماء اللي فيه الكالكير!..قلت له: المهم.. راها مليحة دروك..راني نوضتها.. ناضت..بصح يخصك تتحاول عليها..راها شوية كبيرة ! أنا لو كان تساعفني والله غير بدل عليك الحبوبة..جيب وحدة شابة.. صغيرة..وبعد عليك الهم...غادية تعييك..راني نقول لك..كلش فيها راه مهري..(كل هذا وهو يرد علي بالإيجاب: ووواه.. سيفري.. عندك الصح..بصح....واااااه..واش عندي ندير الله غالب ما عنديش..)..الحاصل منا على وحد الساعة أروح تديها..راها غاية درك..! رد علي: والدراهم كي نديرو؟ نعطيهم لك وأنت تعطيهم له؟ قلت له: بشحال تفاهمت معه؟ قال لي: بزوج! قلت له: يبان لي..حتى لغدوة وجيب له الدراهم..أعطيهم له من يد ليد خير..! قال لي:..من على ساعة نكون عندك.. وباراك الله فيك.. والله ما ننسى خيرك..راك فرحتني! فرحتك؟ هئهئهئ.. بماذا؟ الرجل لم يكن يعرف أنه يتحدث مع نائب الميكانيسيان! كان يسأل عن زوجته في المستشفى وأنا كنت أجيبه على أساس أنه يسأل عن سيارته. سوء تفاهم ما فيش ألعن منه! انتظرت ساعة ونصف قبل أن أغلق الڤاراج! ما يجيش! وتعرفون علاش! لأنه يكون قد ذهب للصبيطار.. وهناك راه صرا اللي مايصراش! لأن الزوجة توفيت في البلوك مقابل زوج ملايين!