تجد الفتيات المتحجبات صعوبة كبيرة في انتقاء اللباس الإسلامي الصيفي، الذي يوفر لهن سترا وراحة في عز أيام الحّر، حيث تعرض محلات بيع الألبسة أزياء مثيرة وفاضحة تميزها الألوان الجذابة والمقاسات الضيقة، وبالنسبة إلى الحجاب الملتزم الموجود حاليا في السوق فهو حجابٌ غليظ يصلح لفصل الشتاء فقط ويصعب ارتداؤه في فصل الصيف، ما جعل المتحجبات في حيرة من أمرهن في اختيار لباس العيد وحتى لباس الأفراح والمناسبات. في ظل غياب مصممي أزياء ودور خياطة يهتمون بإنتاج الحجاب الإسلامي الملتزم الذي يتأقلم مع الفصول ويوفر للمرأة سترها وراحتها بما يوافق الشرع ويحفظ الحياء، وجدت بعض الأنواع من الألبسة المحسوبة على الحجاب طريقها للانتشار في الجزائر، على غرار الحجاب التركي الذي يعتمد على تنورة قصيرة تصل إلى الركبتين بالإضافة إلى سروال وخمار، حيث عرف هذا النوع من اللباس انتشارا كثيفا وتحوّل إلى "موضة" زادت من انتشارها المسلسلات التركية التي روّجت لهذا النوع من اللباس. ومع تزايد الانتقادات الموجهة إلى الحجاب التركي الذي يفصّل جسم المرأة ولا يتوافق مع الحجاب الإسلامي الذي أمر به الشرع والذي وصفه الإسلام بالفضفاض البعيد عن الإثارة والذي يغطي جسم المرأة من شعرها إلى رجليها ماعدا الوجه والكفين، انتشر نوعٌ جديد من الألبسة الموجّهة إلى المتحجبات بالدرجة الأولى والأمر يتعلق بالعباءة الخليجية التي تعرف انتشارا متزايدا في فصل الصيف لاعتمادها على الأنواع الخفيفة من القماش المزركش بمختلف أشكال "العقاش" والألوان البراقة، والانتقادات الموجّهة إلى هذا الحجاب هو غلاء ثمنه الذي يزيد عن 8000 دج بالإضافة إلى تفصيله لجسم المرأة بما يعارض مقاصد الشريعة في حفظ المرأة وسترها عن الأعين. وأمام غياب الحجاب الإسلامي الصيفي في المحلات، تلجأ النساء مجبرات إلى تعويض اللباس الطويل بألبسة مشكلة تتكون من تنورة طويلة أو سروال بالإضافة إلى عباءة فوقية "ليكات"، والفتيات الأوفر حظا ومالاً يتوجهن إلى الخياطات لاختيار التصاميم الإسلامية التي تناسبهن بدفع أموال إضافية، حيث يقدر سعر الحجاب الإسلامي الملتزم لدى دور الخياطة بمبالغ تتراوح بين 6000 و15000 دج وهو المبلغ الذي تعجز عن دفعه الكثير من الفتيات. ولدى حديثنا مع بعض التجار المتخصصين في بيع الملابس النسائية أكدوا أن 80 بالمائة من الألبسة التي يبيعونها مستوردة من دول أوروبية وهي عالية الجودة غير أنها لا تتناسب مع اللباس الإسلامي، وبالنسبة إلى الملابس الجزائرية فهي نادرة وتعتمد فقط على التنورات العادية "الجبات" وبعض الألبسة الموجهة إلى الفتيات الصغيرات.