استأنف الوفد الفلسطيني الموحد، الأربعاء، المفاوضات غير المباشرة بين الإسرائيليين في القاهرة في اليوم الثالث والأخير قبل انتهاء وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي انتهى منتصف الليلة الماضية. قال رئيس الوفد الفلسطيني لمفاوضات التهدئة عزام الأحمد إن الوضع في غاية الدقة، ونأمل في أن نصل إلى اتفاق قبل الساعة 12 ليلا موعد انتهاء الهدنة. وأضاف الأحمد أن الوفد الإسرائيلي يفاوضنا شكلا كوفد فلسطيني، ولكن يسيطر على تفكيره حال الإنقسام، مؤكدا أن الوفد سيدافع عن مصالح الشعب الفلسطيني المستقبلية. وكانت المفاوضات قد توقفت في القاهرة برعاية مصر، مساء أمس الأول، واستؤنفت أمس في اليوم الأخير من وقف إطلاق النار في قطاع غزة، حسب ما أعلنه الوفد الفلسطيني الذي تحدث عن تحقيق تقدم. وكانت هذه المفاوضات التي تجرى في محاولة لتحويل وقف إطلاق النار هذا إلى هدنة دائمة، قد استؤنفت الاثنين الماضي، وانتهى وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة فجر اليوم الخميس. وغادر ليل الثلاثاء المفاوضون الإسرائيليون جوا إلى إسرائيل، وفق مصادر بمطار القاهرة، لإجراء مشاورات مع الحكومة على غرار ما يحصل عند نهاية كل يوم من التفاوض. وتهدف حركة "حماس" التي تسيطر على غزة وحلفاؤها رفع الحصار الإسرائيلي وتخفيف القيود الأمنية التي تفرضها مصر على حدود القطاع. وامتنع المفاوضون الإسرائيليون والفلسطينيون عن الإدلاء بأي تصريحات، الأربعاء، عما إذا كانوا اقتربوا من التوصل لاتفاق دائم، وقال مصدر في السفارة الفلسطينية إن المحادثات مستمرة، وإن الوفد الفلسطيني سيجتمع مرة أخرى مع الوسطاء المصريين. وفقدت إسرائيل 64 جنديا وثلاثة مدنيين، إذ اعترض نظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ الكثير من الصواريخ التي تطلق من قبل المقاومة في قطاع غزة أو سقطت في العراء، ولكنها عطلت الأنشطة اليومية لعشرات الألاف من الإسرائيليين. وأثار مقتل عدد كبير من المدنيين وتدمير آلاف المنازل في غزة إدانة دولية واسعة النطاق، وتقول الأمم المتحدة إن الحرب أدت لنزوح 425 ألف من سكان القطاع البالغ عددهم 8ر1 مليون نسمة. وقامت إسرائيل بسحب قواتها البرية من غزة الأسبوع الماضي، بعد أن قالت إن الجيش أتم مهمته الرئيسية بتدمير أكثر من 30 نفقا حفرها نشطاء لشن هجمات عبر الحدود. وذكر مسؤول فلسطيني أن الوفد الفلسطيني وافق على أن تتولى حكومة الوفاق المؤلفة من خبراء ملف إعادة الإعمار في غزة. ومن جانبه قال مشير المصري القيادي في حركة "حماس" إننا لن نرضخ لأية مساومة وأمام إسرائيل حتى الساعة صفر للرد على مطالبنا، وأضاف: "مصر مجرد وسيط ولا يمكنها الضغط على الوفد المفاوض لتغيير مطالبه". ويرفض الوفد الفلسطيني الخوض في أي تفاصيل حول ما يجري في القاهرة، لكن مسؤول فلسطيني مطلع على سير المفاوضات قال إن الساعات القادمة قد تشهد تقدما ملحوظا في المفاوضات، وأن الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي قد يوقعان اتفاقا أو سيكون هناك تمديد للتهدئة لاستكمال المفاوضات. ومن ناحيته قال يتسحاق أهارونوفيتش وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إنه ليس متفائلا باحتمال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار على جانبي الحدود مع قطاع غزة. وقال إن حماس تضع شروطا غير معقولة مثل إقامة ميناء في غزة والإفراج عن سجناء ولكنها في نفس الوقت تعارض فكرة تجريد قطاع غزة وإعادة جثتي الجنديين المفقودين.