أبدى الكثير من المواطنين الجزائريين، خاصة المقيمين بولاية تبسة إستغرابا لمنعهم من طرف السلطات الأمنية التونسية الدخول إلى تونس دون ذكر السبب شفويا أو كتابيا على غرار ما تقوم به الكثير من الدول التي تبرز أسباب المنع، سواء ما تعلق بدواع أمنية أو خروقات معينة قام بها لشخص داخل الدولة في زيارات سابقة. وفي هذا الإطار، كشف مواطنون يقيمون بتبسة أنهم كانوا وإلى وقت قريب، يزورون تونس دون أن يرتكبوا أي مخالفة حتى مرورية؛ بل أنهم كما قالوا لم يقصدوا أي مسجد للصلاة أو الذهاب إلى الملاهي والحانات ليتفاجأوا بالمنع من الدخول إلى تونس وهي الحقيقة التي حملها المواطن (ج. م) الذي أكد للشروق اليومي أن آخر زيارة له إلى تونس كانت سنة 1988 ليتفاجأ كما قال في بداية شهر جانفي بإرجاعه من المركز الحدودي التونسي ببوشبكة، إذ وبعد تقديم كل الوثائق وبعد ربع ساعة تقريبا كما قال، خرج إليّ رجل أمن تونسي وقال لي بالحرف الواحد (أنت ممنوع من الدخول إلى التراب التونسي)، ولما طلبت استفسارا، طلب مني بطاقة التعريف الوطنية وبعد 05 دقائق، رجع وقال لي (هاي الطريق أنت لازم ترجع للجزائر)، ولقد تقدم هذا المواطن إلى قنصلية تونسبتبسة عن طريق محام لمعرفة الأسباب، إلا أن الرد لم يكن. وبالمناسبة، أكد السيد (ج.م) أنه مواطن ليس له أي سوابق عدلية أو أمنية، سواء في الجزائر أو خارجها وهو شخص كما قال معروف بعمله الجمعوي وحتى انتمائه السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني، ليبقى لغز أسباب المنع مجهولة إلا عند السلطات التونسية. وتعتبر هذه الحالة عينة من عشرات الحالات وقعت لجزائريين آخرين مثل السيد (ع. ش) الذي رغب ذات مرة الدخول إلى تونس للإطلاع على أحوال إبنه بالقصرين، إلا أنه منع من ذلك لأسباب مازال يبحث عنها والأمر كذلك لأحد المجاهدين المقيم ببلدية الحويجبات، والكل يجمعون على أنهم لم يرتكبوا أي فعل ما من شأنه أن يشكل خطرا على أمن تونس ولو كانوا كذلك تمنى السيد (ج. م) أن تقدم توضيحات على جرائمنا إلى دولتنا الجزائر لتحاكمنا محاكمات صارمة، لأن الجزائر وعدالتها لا تقبل أن يكون مواطن موجودا بالجزائر وهو يشكل خطرا عليها. ب.دريد