يطعن المفكر الأستاذ صالح عوض في الحلقة الثالثة والأخيرة من حواره مع "الشروق" في حجة القيادات المنشقة عن أحزابها، ويعتبر أن هؤلاء لا يعون جيدا الفكرة الإسلامية. كما قال عوض إن جبهة الإنقاذ سعت إلى الثأر والمحاكمة بدل تبني منهج الرسول الكريم بالسماحة والعفو والرحمة، داعيا إلى إنهاء مرحلة الأحزاب الإسلامية. ألا تعتقدون أن الخطأ في منهج الإخوان وقع بعد مرحلة حسن البنا؟ أعتقد أنه لم تنضج الرؤية كاملة مع حسن البنا، إلا أني أستطيع أن أقول إن البنا كان في مرحلته ثوريا، وكان يريد أن يزيح الملك ويزيح سياسة الملك وسياسة الإنجليز، والخلل وقع بعد حسن البنا، وقد كان للبنا رؤية واضحة في الوحدة العربية وفلسطين ومصر وما تعانيه لأنه كتب في التعليم والطب، والمؤتمر الخامس كان شاملا ويتحدث عن مفهوم القوة وشعاره "أعدوا" كتاب مصحف وسيفان يحيطان بالمصحف، وليس مثل الغنوشي الذي أسقط الشريعة فلا نعرف إن كان بقي له سيف، وعن ماذا سيدافع؟
كيف ترون طرح الحركة الإسلامية لقضية المؤامرة التي تستهدف وجودها؟ هذا لغياب الرؤية عندما يغيب المنهج الرسالي ليقنعوا الشباب دائما بأن هناك مؤامرة، وطبعا هناك مؤامرة لكن ماذا فعلنا، هل انتهجنا خطا مستقيما؟ وهل لنا رؤية واضحة؟ مرة يقفون مع الشعب ضد الحاكم ومرة أخرى مع الحاكم ضد الشعب، فيجب أن يبتعد الإخوان عن الشبهات، ولا تصارع الحركة أنظمة ضد الغرب وتتصالح مع أنظمة مع الغرب؟
حتى إذا كانت تلك الأنظمة ضد الإسلام؟ لن تكون ضد الإسلام. لا يوجد نظام يقول إنه ضد الإسلام كدين. هي ضد حزب إسلامي.. أو ضد مصالح أساسية للناس. وهنا وجب الدفاع عن الناس وعن مصالحهم العليا.
ماذا تقول عن قيام الأنظمة بقتل قادة الحركة وسجن شبابها؟ إنه صراع سياسي، فيه تعسف وظلم وهو موجود في التاريخ الإسلامي، الأمويون قتلوا كبار الصحابة والعباسيون قتلوا.. الأمويون قتلوا كبار صحابة وآل بيت الرسول ومن تبعهم بإحسان سعيد بن جبير إلى سفيان الثوري وحجر بن عدي.. وغيرهم وهذا ليس مبررا لعمليات القتل والتعسف التي ترتكبها الأنظمة المتعسفة فهذا باطل وحرام. ما يحصل الآن أن هناك أحزابا ليس لها معيار وليست لها رؤية، ولو تشكل حزب في عهد الأمويين أو العباسيين لسحقوه، لقد كانوا يرفضون وجود شخص ضدهم فما بالك بحزب، فأنا أدعو إلى حل هذه الأحزاب لأنها تدعو إلى الفرقة بين الأمة.
لكن للنظام مسؤولية بث خلافات داخلية من خلال اختراقات أمنية للجماعات لتحييدها عن الرؤية الاستراتيجية التي ذكرتها؟ أعتقد أن المحاولات لا تزال وستستمر لمحاولة تحييدهم، لكن متى تحدث؟ عندما يزيغ الناس عن الصراط المستقيم، فعندما أسمع أن المرشد العام يقول: انتفاضتنا سلمية ومن يحد عن الخط ليس منا، فهذه استراتيجية واضحة وخط سياسي واضح يصعب اختراقه، وليت استراتيجيته في مصر يتم تعميمها في أكثر من مكان: سوريا، ليبيا وفلسطين غيرها.
كيف تقيم موقف الإسلاميين في الجزائر؟ المقصود هنا التيار الإخواني فلقد وقفوا أيضا ضد حمل السلاح بعد تجربة لهم في أعمال مضادة سنة 1975 والتزموا بالنهج السلمي ودفعوا ثمنا غاليا، فلا يمكن القول إنهم أصحاب عنف لأنهم شاركوا في السلطة، لكن مشكلتهم في الجزائر وفي كل مكان أنهم أرادوا أن يحكموا بأشخاصهم وتصارعوا للحكم بأشخاصهم.. ونتيجة عدم وجود رؤية وبرامج علمية واستراتيجية طفت إلى السطح أمزجة مختلفة تدافعت تحت السطح حتى انتهت بانشقاقات متتالية.
ما هو مدى تأثير المؤامرة العلمية التي تأتي من أمريكا والخارج عامة؟ الإسلام كفكرة تجمع الغيب بالشهادة وكمنهاج يسير نحو كل ما هو إيجابي لتنمية الإنسان ومحاربة ما هو سيئ ورديء، هذا يمثل تحديا حقيقيا أمام المشروع الاستعماري الرأسمالي الإمبريالي بصنيعته إسرائيل أيضا. ويبقى الصراع صراعا حضاريا، فلذلك فهم لا يمكن أن يتعاملوا مع أي صوت إسلامي في عالمنا في الجنوب إلا بحذر شديد، فيذهبوا إما إلى تشويهه فلا ينظر إليه، وإما إلى اختراقه وتطبيعه فيصبح عميلا وإما إلى قتله أو نفيه، كل هذا الذي يتم عبارة عن توجه يقظ من الغرب لإلغاء محاولة وجود فعل إسلامي، مع إحساس الإسلاميين بمؤامرة من الغرب وهذا صحيح، لكن المشكلة هل هم يسيرون في الضد من المشروع الغربي؟ أم يتقاطعون معه؟ هذا يحتاج إلى تحليل وهل يرون فعلا في المشروع الاستعماري الغربي عدوا لهم فيتخذوه عدوا؟
أين أصابت الحركة الإسلامية؟ الحركة الإسلامية لها إنجازات كبيرة بتعميم مفاهيم الإسلام، وإبراز الحياة الإسلامية والتاريخ الإسلامي المجيد وإحياء روح الأخوة في الأمة، وشغلت كثيرا من الفراغ بهذا التراث الفكري، وحالت دون توجه الأمة إلى الإلحاد وتحويل الدين إلى المسجد وإبعاده عن الحياة، وعلى الصعيد النظري لم تتراجع عن قضايا الأمة، بالذات فلسطين، تخلت عن الممارسة ولم تترجم أفعالها لكنها حافظت على الإرث، وأعطت فكرة إمكانية لقاء المشرق بالمغرب، وحافظت على الأخلاق في المجتمع من التهتك فكانت سدا منيعا لجمعيات صهيونية تسعى إلى خراب المجتمعات.
..وأين أخطأت؟ أخفقت في الوصول إلى أهدافها، وحتى عندما وصلت لم تعرف ماذا تفعل، في تونس والمغرب ومصر وغزةبفلسطين، سقطت لأنها لم تفهم فلسفة الحكم وثقافته وكيف يكون وكيف تكون نفسيتهم في الحكم، انطلقوا من المعارضة، المطاردة، الملاحقة المحظورة بثقافتها ونفسيتها ومزاجها إلى السلطة لم يحدثوا التعديل المطلوب في عقليتهم وخطابهم الذي يحتاجه الناس من الذين هم في الحكم من سياسة وعمل وفهم وإدارة..
ما هي العراقيل التي تحول دون تقدم الحركة؟ عراقيل ذاتية وموضعية.. على الصعيد الموضوعي: هناك تخوفات كبيرة من التيار الإسلامي وأن هناك رعبا مما سيأتي به هذا التيار.. كما أن الإدارات الغربية والمؤسسات الصهيونية يجيشون كل الإمكانات لإفشال المشروع الإسلامي.
معناه أن ذات الرعب هو الدافع إلى حبك مؤامرات ضدهم؟ فعلا، هذا الرعب يجعل أناسا من داخل المجتمع يتورطون في المؤامرة ضدهم، بالإضافة إلى المخاطر الحقيقية القادمة من المعسكر الاستعماري وأدواته في المنطقة. الشيء الثاني من الأخطار التي تعوقهم أن البلاد العربية تئن تحت سوء الإدارة وسوء توزيع الثروة واستبداد الحكم، وهذه عناصر ثلاثة تجعل من الشعوب في حالة إرهاق وضيق شديدين ما يمثل عائقا من عوائق تقدمها تقدما طبيعيا، وعلى الصعيد الذاتي الحركة الإسلامية يغيب عنها: فهم الحكم، ماذا تريد، رؤية منطقية، وخط سياسي واضح وناضج، وممارسات تعكس حرصها على المجموعة وليس على الحزب.
وكيف ستحقق الحركة النهضة والحضارة المطلوبة منها؟ أول شيء أعتقد هو المراجعة، في مشهد نصر يجب أن تراجع نفسك كما قال المولى عز وجل في سورة النصر، وتستغفره من الذنوب والأخطاء، ينبغي أن لا تغطي نشوة الفرح أخطاء تكون قد ارتكبتها، والنصر يجب أن يقودك إلى نصر أكثر منه. وفي الهزيمة يجب أن تفهم وتبحث عن أسباب الهزيمة، وليس كل ما يصيبنا من ضربات على رأسنا نقول هو ابتلاء من الله وأن الحكام جائرون؟ الحكام لا يتقدمون إلا في فراغك والطغيان لا يتقدم إلا في ضعفك، والعدو لا يتقدم إلا في تقهقرك.. أما أن تعد للأمر عدته وتأخذ بالأسباب والنواميس وأولها أن تكون ملتحما بالأمة وتدافع عن قضاياها فلا ينتصر عليك أحد، والله لا يحابي أحدا، نزل صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم من الجبل فانهزموا، وينتصر الكفار على المؤمنين إذا أخذوا بالعدة. ندعو الحركة إلى أن تكون في دائرة الصواب وإعادة قراءة الإسلام.
هل أخطأوا؟ هم لم يأخذوا من القرآن هذه القوانين هم لم يأخذوا بالأسباب، وأدعوهم إلى اتخاذ القران منهجا للحياة، والقرآن لا يقبل أن نتودد إلى اليهود والنصارى، ولا أنتظر رضا أمريكا ولا أدعو إلى الحرب ضد أمريكا لكن أنبه إلى عدم المواددة معها وأقصد الإدارة الأمريكية وليس الشعب. وما حصل في تونس وفي غزة وفي مصر يدعونا إلى القول إن هناك فشلا كبيرا حصل في النهج السياسي وهناك عدم وضوح رؤية وتحرك في المجهول انتهى بفشل. أحد أطرافه دخل السجن وفقد الحكم، وأحدهم قاتل عن الحكومة ثم خرج منها، وبعضهم خرج من الحكم وخرج حتى من الشريعة، تصور الأطراف الثلاثة كلهم كان منحصرا في داخل الغيتو، لم يكن لديهم تصور لحكم البلاد والعباد، وأسئلة خطيرة عن الحكم، ما هو الحكم؟ وبم يحكم؟ وكيف نحافظ على الحكم؟ ومن يحكم؟ إجاباتها هشة في التجارب الثلاث. السقوط في مصر أو الانسحاب في غزة أو التنازل في تونس أو تقبيل الأيادي في المغرب، التودد إلى إسرائيل في الأردن كلها تجارب فاشلة.
وماذا عن التجربة في الجزائر مع جبهة الإنقاذ؟ أما تجربة الإنقاذ فعبرت من جهة عن خيار شعبي كاسح يريد الإسلام، ومن جهة أخرى عبرت عن سلوك غير سياسي.
تقصد العنف؟ هي لم تفهم أن العمل السياسي الذي دخلته فيه اشتراطات وقوانين، وهي ألغت الآخرين بعد تحقيق الفوز وثقة الناس بها، والرسول صلى الله عليه وسلم لما دخل المدينة أتى باليهود والنصارى والمنافقين والمشركين والمؤمنين وعمل معهم دستورا لإحداث التوافق بينهم جميعا، أنت لست وحدك في البلاد. الشيء الثاني أنها جنحت إلى التصادم العنيف ولم تقدر المصالح وانتهت إلى ما حدث ونراه، هذا كله يجب قرءاته جيدا، وهذا كان له علاقة بالخطاب السياسي والمعارك التي افتعلتها، أعتقد بأنه حضرت لديهم الجماهير وغابت عنهم الحكمة في إدارة الصراع، واستعدوا أطرافا في الدولة ومن خارجها، ودخلوا بروح ثأرية وهذا لا ينسجم مع الخط الإسلامي، والرسول الكريم طرح نموذجا يوم الفتح والنصر، فقال: "اذهبوا فأنتم الطلقاء". وهم كانوا يقولون: "سنحاكمكم في الميادين العامة". وأما من شارك في الحكم فهم جاؤوا كموظفين واختلفوا مع السلطة كموظفين ليس كبرامج.
في كل مرة يقترب الإسلاميون من الحكم نجد الصدام والعنف، فهل دواعي الحكم والسلطة تبيح القتال وإهدار الدم؟ العنف والاستسلام أو الهزيمة وجهان لعملة واحدة، معناه ليس هناك دعوة بالتي هي أحسن والصبر عليها، لم نطرح في سوريا قضية للدفاع عنها، ولما طرح السلاح للزج بالنظام إلى الخارج، نجد المواجهات العنفية هي مواجهات عدمية، إما أنا أو أنت، وهذا ينتهي حيث ترى في سوريا وليبيا وغيرها.. السؤال المطروح، هل سوريا يوم أمس أفضل؟ أم ما هي عليه اليوم؟ الأكيد وضعها أمس أفضل، ومن يقاتل باسم الإسلام ساعد في إضعافها.
هل هذه مؤامرة أم خطأ في الاستراتيجية دوما؟ أنا دوما أبحث عن الأطراف ومن الذي يدعم هل هو أمريكا، فرنسا، دول الخليج.. وأينما وجدت هؤلاء فاعلم أنك يجب أن تكون في الجهة الضد.
أيمكن وصف الحركة بالغباء إذا استعلمت من قبل الغير؟ غياب رؤية ومعيار ومنهج..
كيف يمكن وصف من وصل إلى الحكم وأراد القيادة بالجهل وغياب الرؤية؟ يقود من هو جاهل وكثير من قيادات الأمة جهلة وأوردونا مورد الهلاك، وأنا لا أقول عنهم خونة ولكن غابت عنهم الرؤية.
كيف تقيمون واقع الحركة الإسلامية في مختلف الأقطار؟ أعتقد جملة أن الحركة الإسلامية وصلت إلى النهايات.. أدت ما عليها، في التاريخ الإسلامي هناك تيارات تمر بالأمة، مر التيار الصوفي وأدى ما عليه وقاتل الاستعمار الفرنسي في الجزائر والإنجليزي في السودان والروسي في القوقاز والاستعمار الإيطالي في ليبيا.
هل كانت الحركة الصوفية أحسن أداء من الحركة الإسلامية؟ أدت ما عليها، بعد ذلك أصابها من الأمراض ما أصابها فجاءت الحركة السلفية من ابن باديس ومحمد عبده والثعالبي إلى غيرهم، وعملت تحريرا ونهضة في المفاهيم نحو التوحيد وأدت ما عليها، وجاءت الحركة الإسلامية المعاصرة التي تتحدث عن الحياة الممزوجة بالدين والشرعية والعالمية الإسلامية وغيرها ووصلت الآن إلى النهاية.. النهاية بفشلها فإما أن تتجدد أو يأتي من هو جديد.
قضية الحزبية، هل هي سبب في القضاء على ما تبقى من الجماعة الإسلامية؟ مع تكريس الحزب الإسلامي تضررت الفكرة الإسلامية لأن خيرها أعم من دعاة الحزب الإسلامي، وعندما ينشق الحزب يصبح ثلاثة أو أربعة لأنهم لا يعون الفكرة الإسلامية ولا يرفعون قضايا مجتمعهم. كل نبي أرسل من أجل قضية وعندما تغيب القضية معناه أن الحركة الإسلامية لا تسير على خط الأنبياء.
ما هو رأيك في الاختلافات والانشقاقات داخل الأحزاب الإسلامية في الجزائر؟ هي اختلافات إدارية وأنانية لا علاقة لها بالبرامج، وانشقاقات كارثية واختلافات من أجل مواقع، ومصلحية واستنساخ لمشاكل بعيدة عن قضايا الأمة، فما هي مصلحة الإسلام والأمة والجزائر في ذلك الخلاف. والمؤامرات التي بداخلهم أكثرها من خارجهم التي هي عليهم، يجب مراجعتهم للإسلام وسيرة الرسول الكريم والقرآن الكريم ومعرفة مشاكل الأمة لإصلاحها.
لكن بماذا تبررون نجاح الحركة الإسلامية في الجزائر والتفاف الأفراد حولها؟ ما هي الحركة التي تقصد؟ هناك مثلا حركة مجتمع السلم؟ لم تحقق أي نجاح.. الذي حصل أن الناس عبروا عن إسلامهم وانتمائهم لم يحصل نجاح لبرنامج، ثم تراجع الناس عن الحركة عندما لم يجدوا برنامجا. لم أسمع رأيهم إلى اليوم في الصحة وفي التجارة والصناعة أريد نضالا يوميا من أجل برامج واختلاف حول الرؤى في تلك القضايا.
هل تعتقد أن الحركة لن تنجح مجددا؟ أتوقع أن الحركة الإسلامية لن تستطيع إحداث الاختراق ما دامت على هذه المنظومة الفكرية التي لا تزال عليها.
إذن تدعو إلى حل الأحزاب الإسلامية؟ أدعو إلى حل الأحزاب الإسلامية وانتهاء مرحلة الأحزاب الإسلامية، وأنا أعرف أنها لن تنتهي وستبقى موجودة بشكل من الأشكال، لكن أدعو الشباب الذي يؤمن بالإسلام كمنهج حياة إلى العمل السياسي والدفاع عن قضايا الشعب والأمة العربية.
بهذا الطرح أنت تعارض الحركة الإسلامية وحتى قناعة النظام بأنه يحتاج إلى حزب إسلامي ممثلا في الحكم؟ لا أعتبر بقية الأحزاب الوطنية غير إسلامية، وأود أن لا يكون للإسلام لون من الألوان، وعليه أدعو إلى تشكيل أحزاب وظيفية وليست إيديولوجية وإلى تنمية الجانب الديني في المجتمعات، بتكوين علماء وأئمة ودعاة والاهتمام بهم ماديا ومعنويا ليكونوا هم مرجعية المجتمع وإلى عدم وجود تنظيم إسلامي يحول بين الأفراد والمجتمع. أدعو إلى تشكيل أحزاب وتيارات تدافع عن قضايا الشعب والأمة.
بعيدا عن التجربة العربية، ألا ترون أن الحركة الإسلامية في تركيا قد نجحت؟ لم تنجح، هي نجحت جزئيا وفي الهامش وليس في الجوهر، لا يزال جزء من الحلف الأطلسي بعيدا عن التصور الإسلامي، ولا تزال علاقاتها قوية مع إسرائيل وهي في حلف مع الأعداء. إن كان حديثنا بهذا الوضوح عن الحزب الإسلامي فإننا نؤكد على أن الاسلام كمنهج ومنظومة قيم ومفاهيم هو الضامن لأمتنا نهضة ووحدة وتحريرا لفلسطين.. وإن عدنا لسنا بحاجة إلى الحزب الإسلامي فإننا في أمس الحاجة إلى تمثل الإسلام.