انطلقت ليلة الخميس، فعاليات مهرجان جميلة العربي في طبعته العاشرة، تحت شعار فلسطينوغزة الصمود، حيث خطفت الأوركسترا الوطنية فوق خشبة مسرح كويكول الأثرية الأضواء مقدمة أروع الألحان والمعزوفات العربية والعالمية العريقة التي تعبر عن الجراح الفلسطينية، على غرار أغنيتي "الضمير العربي"، و"وين الملايين"، أما الشاب مامي فصنع أجواء من الفرجة والفرحة. وحضر الحفل الذي نشطه الثنائي ماسي ونجية كل من ممثل رئيس الجمهورية محمد بوغازي ووزيرة الثقافة نادية لعبيدي، وزيرة التضامن مونيا مسلم، ولويزة حنون وعدد من الإطارات السامية ونواب البرلمان، فيما غاب والي ولاية سطيف لينوبه السكرتير العام للولاية، ووجوه دبلوماسية من سورياوفلسطين الجريحتين إلى جانب وجوه سياسية جزائرية، حيث كشف مدير ديوان الثقافة والإعلام لخضر بن تركي أن مداخيل الطبعة العاشرة لمهرجان جميلة العربي ستخصص لفائدة الشعب الغزاوي الجريح، مثلما حدث من قبل في مهرجان تيمڤاد الدولي وسيحدث في المواعيد الثقافية المقبلة، ولم تكن العملية التضامنية حسب لخضر بن تركي جديدة في المهرجانات الجزائرية، بل حدثت من قبل في سنة 2006 بنقل مهرجان بعلبك اللبناني إلى جميلة بسطيف في صورة توحي إلى الأبعاد الأخوية للثقافة الجزائرية التي تحمل روح الهوية العربية والإسلامية. وحسب ذات المتحدث فإن العملية التضامنية نابعة من الموقف الجزائري الرسمي الداعم للقضايا العادلة، وخصوصا القضية الفلسطنية، والتي سيتم دعمها بمختلف أنواع الدعم ليس فقط ماديا بل وحتى فنيا وثقافيا، وإرساء تقاليد تضامنية عريقة يحس من خلالها أبناء الشعب الفلسطيني بأنهم ليسوا لوحدهم في مجابهة آلة الدمار الصهيونية. كما أكد محمد علي بوغازي على لسان الرئيس في رسالة وجهها للجميع أن الجزائر كانت سباقة لنصرة الأشقاء، بمد يد العون لهم متى سنحت الفرصة، فيما ختمت لويزة حنون رئيسة حزب العمال كلمتها التضامنية الطويلة بعبارة "ياصهيوني شد رحالك فلسطين مهيش ديالك"، حيث وقبل الافتتاح وقف الجميع دقيقة صمت ترحما على شهداء غزة في الوقت الذي كانت مدرجات مسرح كويكول مكتظة بالجماهير، وهي تحمل الرايتين الجزائريةوالفلسطينية وتردد شعارات مساندة للشعب الفلسطيني، وهي الأغاني التي تحمل شجنا، حزنا وحسرة على أرض اغتصبت غدرا ولا شفيع لها سوى اتخاذ عدة وسائل نضالية مهما كانت أنواعها ولو حتى بالأغاني الوطنية، ليعتلي بعدها الفنان الفلسطني مراد سويطي ضيف شرف السهرة، فقدم مع الأوركسترا السيمفونية أغنية "موطني" و"وين ...عرام الله" مصحوبة بآهات تقشعر لها الأبدان ليكون بحق خير سفير لوطن اغتيل شعبه، وسرقت بسمته، وشرد العديد من أبنائه، وقبل ختام السهرة، اعتلى أمير أغنية الراي الشاب مامي ركح كويكول الذي كان عفويا على المسرح مقدما ثلة من أجمل أغانيه القديمة على غرار"الصحة"، "هاذي تبسيمة"، "ادوها عليا البوليسيا"، "مامامازاري"، وأغنية "تزعزع خاطري" التي كررها مرتين، فضلا عن الأغنية القسنطينية في طابع المالوف "قوم ترى"، حيث استطاع أن يحرك الشباب الشغوف بالفنان الذي طال غيابه عن الساحة الفنية، ما أدى بهم لطلب أغاني لم تكن مبرمجة ليتم تأديتها على الركح، نذكر منها بلادي هي الجزائر، ولم ينس مامي فلسطين حيث خصص لها أغنية لغزة تتغنى بالأوجاع. كادير الجابوني: "هذا أقل ما يجب تقديمه للفلسطينيين" أكد الشاب كادير الجابوني، الذي افتتح مهرجان "تيمڤاد" الدولي في دورته ال 36 هذا العام، أنه تشرف بالغناء مرتين على ركح "تاموڤادي"، مرة في سهرة افتتاحه، والمرة الثانية لتعويض غياب الفنان الفلسطيني محمد عساف الذي اعتذر عن المشاركة في السهرة الرابعة من المهرجان في آخر لحظة بسبب الظروف التي يمر بها قطاع غزة. وقال الجابوني في تصريح مقتضب ل"الشروق": "هذا أقل واجب أقدمه.. وعلينا أن نتفهم مشاعر الفلسطينيين خصوصا في هذه الفترة الحساسة والصعبة جدا".
لونيس آيت منڤلات: ما يحدث في قطاع غزة شيء رهيب جدا ثمّن الفنان القبائلي، لونيس آيت منڤلات، الأهمية التي بات يكسوها المهرجان الثقافي العربي- الإفريقي للرقص الفلكلوري في المشهد الثقافي الجزائري على مدار التسع سنوات الماضية. وحول إهداء المهرجان في طبعته التاسعة لروح "نيلسون مانديلا" وضحايا أهالي غزة، قال الفنان الملقب ب"الحكيم": "شخصيا أرى أن تخليد المهرجان هذه السنة لغزة والراحل مانديلا هو قرار ممتاز"، مضيفا: "كوني فنان يناضل ضد الحروب يجعلني جد متأثرا بما يعيشه شعب غزة من معاناة، كل ما أمله أن يحصل اتفاق حول تكريس السلم في غزة نهائيا من أجل أن تعيش الشعوب في سلم وأمان، وضمن علاقات يجسدها حُسن الجوار، لأن ما يحدث في قطاع غزة حقيقة جد مرعب".