يطبع على وجود المواطنين في الشواطئ الفوضى والتهور الشديدين، فهمهم الوحيد هو السباحة دون الاكتراث بالمخاطر الكثيرة التي تجابههم في عرض البحر، متحدين الرايات التي تشير إلى حالة البحر ومخالفين نصائح حرس الشواطئ والحماية المدنية التي تمنعهم من السباحة في جهات معينة من الشاطئ، مع دعواتهم المستمرة لإبقاء أبنائهم بالقرب منهم إلا أنهم يضربون هذه التعليمات عرض الحائط مصرين على التصرف وفقا لأهوائهم. تثير التصرفات غير المسؤولة لبعض المواطنين أثناء وجودهم على شواطئ البحر استغراب حرس الشواطئ الذين يقعون في حيرة أمام مواطنين متهورين لا يكترثون بالمخاطر المحدقة بهم خاصة بالنسبة للأطفال الصغار، والذين يغفل عنهم أولياؤهم فينشغلون في الحديث أو إعداد وجبة الغداء ليضيع الأطفال طريقهم إلى ذويهم، وهو ما يحدث حالة من الذعر لدى الطفل وعائلته وحتى العائلات الأخرى الموجودة بالقرب منهم. وفي هذا الصدد، أوضح لنا أحد حراس الشواطئ "بديكا بلاج " أن بعض المواطنين بالأخص الشباب الذين يقصدون البحر في جماعات يغامرون بأنفسهم دون المبالاة بالعواقب والأضرار التي قد تلحق بهم، ففي الأيام الماضية كان البحر هائجا والراية حمراء ومع ذلك أصر العديد على الدخول للمياه والسباحة في "اللارج"، وآخرون يفضلون القفز من الصخور "الروشيات" غير آبهين بخطر الموت الذي قد يداهمهم، مضيفا أنه تسبب في غرق أزيد من 18 مصطافا من مختلف الأعمار تم إنقاذهم بفضل تدخلات حرس الشواطئ ورجال الحماية المدنية، وأردف محدثنا أن البعض يصرون على تعنتهم والسباحة في بعض الجهات الممنوعة، وان كانت تشكل خطرا عليهم ففي إحدى الجهات من البحر ظهرت بقايا إحدى البواخر والتي غرقت في الشاطئ، وهو ما جعل العديد من المصطافين يصابون بجروح ورغم أن مصالح البلدية قد قدمت لإزالتها إلا أن بقايا أخرى عاودت الظهور مجددا. وليس هو الشاطئ الوحيد، فتوجد العديد من الشواطئ يحضر السباحة فيها لوجود بقايا السفن أو تعكر مياهها بالمياه القذرة، إلا أن المواطنين يصرون على التوجه إليها في كل مرة غير آبهين بالمخاطر الصحية التي تترصدهم، ووصف "إسلام" ابن حي باب الوادي، شواطئ حيه بالقنبلة الموقوتة ففي كل مرة يقصدها للسباحة رفقة أصدقائه يصاب بطفح جلدي نظرا لكمية القاذورات ومياه الصرف الصحي التي تصب فيه حتى الصراصير تسبح هناك أيضا، وبالرغم من لافتة منع السباحة فيه لكنهم يفضلون التوجه إليهم ليحظوا بالخصوصية والراحة بعيدا عن الاستغلاليين والمضايقات.