نسيم لكحل [email protected] ماذا يخفي الصراع الدائر رحاه بين ما يسمى جماعة أبي جرة سلطاني وجماعة عبد المجيد مناصرة، على من يكون الرئيس القادم لحركة مجتمع السلم، هل يعبر هذا عن مظهر من مظاهر اللعبة الديمقراطية داخل هذه الحركة الإسلامية المعتدلة، أم أن الأمر يتعلق بمرض خطير انتقلت عدواه إلى صفوف تنظيم يدعي دوما الإنضباط ووحدة الصفوف والزهد في المناصب؟! هل يسعى أبو جرة سلطاني للفوز بعهدة ثانية على رأس الحركة إيمانا منه بأنه الأجدر لقيادة هذه الحركة إلى مزيد من التوازن السياسي ومزيد من الإستقرار المؤسساتي، أم أنه يسعى لذلك فقط من أجل قطع الطريق على غرمائه الذين يتخندقون في صف من يعرفون باسم جماعة مناصرة التي خرجت خاسرة بفارق 10 أصوات فقط من معركة المؤتمر الثالث قبل خمس سنوات، وعلى العكس من ذلك لماذا يبذل مناصرة وجماعته الغالي والنفيس من أجل الوصول إلى قيادة الحركة، هل لأنهم يؤمنون بأنهم الأفضل والأقدر أم أن هدفهم كذلك لا يتجاوز مجرد قطع الطريق على غريمهم الوزير أبو جرة، الذين شاركوه القيادة خلال الخمس سنوات الماضية على مضض فقط في انتظار فرصة المؤتمر الرابع؟! لسنا ننتظر إجابات بهذا الصدد بل كل ما نريد قوله هو أنه من حق المناضلين والمنتسبين لهذه الحركة معرفة ما وراء حمى الصراع التي اشتدت بين الجناحين على مقربة من المؤتمر، وذلك في وقت أصبح المنتمون للأحزاب السياسية في الجزائر وبدون استثناء "ديكورا" يُلجأ إليه فقط أيام الإنتخابات وأوقات المؤتمرات، يفوزون من خلالهم بالمناصب ويستفيدون من المزايا على حساب مناضلين بسطاء لا يعلمون من الأمر شيئا، بل في بعض الحالات يمنعون من معرفة أبسط الحقائق بحجة "لا تسألوا عن أشياء إن تُبدى لكم تسؤكم"، أو بحجة "هناك معطيات لا يعلمها إلا الله ونحن" !، وبهذه الطريقة يتم تغييب كثير من الكفاءات والإطارات وإبعادها عن المشاركة في التغيير أو صنع القرار سواء داخل أحزابها السياسية أو في اللعبة السياسية بشكل عام. وبالنسبة لحالة حركة "حمس"، فإنها تواجه امتحانا حقيقيا في مؤتمرها القادم، هل سيبقى المناضلون مجرد ديكور كأمثالهم في الأحزاب الأخرى، أم أن مؤتمرهم الرابع سيكون سيدا في اختيار من يراه مناسبا لقيادة القاطرة خلال الخمس سنوات القادمة، بعيدا عن كل ممارسات التشويه والتشهير والتدليس التي حدثت خلال المؤتمر السابق؟