نسيم لكحل [email protected] ما يحدث هذه الأيام من ملاسنات وتبادل للّكمات السياسية بين أقطاب التحالف الرئاسي، يؤكد أن هذا الحلف لم يقم يوما حتى يأتي الحديث عن انهياره أو التهديد بفسخه مثلما جاء على لسان رئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم في آخر خرجاته الإعلامية ثم ما جاء على لسانه شريكه الظاهري أبو جرة سلطاني الذي رد على الساخن بأن التحالف الرئاسي متلاش من الآن إذا كان مبنيا على التهديد. والحق يقال لو كان هذا التحالف قائما منذ البداية على ركائز غير مغشوشة لما تحول إلى تخالف مباشرة بعد أن خرج الرفاق الثلاثة من معركة حامية الوطيس في الإنتخابات المحلية خسر فيها من خسر وربح فيها من ربح. المتأمل في ما جاء على لسان عبد العزيز بلخادم على شاشة التلفزيون يدرك أن الحزب العتيد منذ البداية لم يكن في حاجة إلى شريكين أسايين يلتفان حول الحكومة وحول برنامج الرئيس بوتفليقة، بقدر ما كان في أمس الحاجة إلى ديكور سياسي مهمته الوحيدة هي جعل الناس يقتنعون بأن اللعبة السياسية في الجزائر خرجت من عنق الأحادية والحقيقة تتنافى مع هذا، رغم كل ما يقال هنا وهناك حول التعددية السياسية التي تبقى مجرد شعار لم يتخلص من عهد أحادية حزبية ما زالت تحكم في البلاد. والمشكلة هنا لا تتحملها جبهة التحرير الوطني لوحدها، بل تتقاسمها بالتساوي مع الشريكين في هذه المسرحية التي تهدد كل الجهود السياسية التي بذلت في سبيل الوصول بتجربة التعددية السياسية إلى مرحلة الممارسة المحترفة والخروج بها من مرحلة الممارسة الإنتقالية بكل ما عليها من عيوب ومآخذات لا تعد ولا تُحصى، فالتجمع الوطني الديمقراطي وحركة مجتمع السلم يبدو أنهما راضيان كل الرضا بهذا الواقع السياسي المر رغم أنهما يدعيان بأنهما من الأحزاب الكبيرة في هذه البلاد الكبيرة.. بمشاكلها. من هذا المنظور ليس جديدا ولا غريبا أن يختلف الوطنيون والديمقراطيون والإسلاميون، وليس بدعة أن يخرج هذا الإختلاف إلى العلن، مادام أن كل ما في الأمر هو أن لب التحالف لم يكن حول البرنامج بل حول المصالح الضيقة ومنها المصالح الإنتخابية، والدليل أن الحزب العتيد لما خرج خاسرا انتخابيا من الإستحقاق الأخير انقلب على زميليه في الحكومة وفي التحالف فيما يشبه محاولة منه لتحميلهما مسؤولية هذه الخسارة الإنتخابية رغم أن القضية تتعلق بأصوات ثلث الناخبين الذين لم يقاطعوا الإنتخابات الأخيرة. عندما يتحدث بلخادم بلغة إن الشرطية وبلغة إلا وإلا.. فإنه يمكننا القول أن اللعبة قد انتهت وأن الحقيقة قد ظهرت وما على المناضلين الأوفياء في هذا الحزب أو ذاك سوى أن يدركوا زيف الخطابات التي كانت تُلقى على مسامعهم طوال خمس سنوات كاملة.. من قياداتهم التي لم تتحالف إلا على الورق أو على الأقل.. بعيدا عن الأنظار ؟!