"لا لتحطيم المؤسسات العمومية"، "نريد أجرة تحفظ لنا كرامتنا" وغيرها من الشعارات التي حملها أمس عشرات العمال من مدبغة الرويبة، بعد مرور أسبوع من الإضراب المفتوح الذي أعلنوه، للمطالبة برفع سلم الأجور. إضراب عمال المؤسسة جاء عقب سلسلة المفاوضات والاحتجاجات التي قاموا بها منذ الاتفاقية الجماعية المبرمة سنة 2004 والتي تخص قطاع النسيج والجلود، حيث كانت حصيلة العديد من المساعي والمطالب التي رفعها العمال لإدارة المجمع، حيث نصت على ضرورة رفع سلم أجور عمال المدبغة. وبالتالي فقد سوت الاتفاقية بين جميع عمال قطاع النسيج والجلود على المستوى الوطني، في الوقت الذي وصل فيه الفرق في الأجور إلى غاية 5000 دج بالنسبة للإطارات وأكثر من 2000 دج بالنسبة للعمال، لكن -حسب العمال-بنود الاتفاقية بقيت مجرد حبر على ورق، حيث لم يستجب أو بالأحرى لم يلتزم من خلالها مسؤولو المجمع بمجمل النقاط التي نصت عليها والتي تتعلق أساسا بسيادة مبدأ المساواة في الأجور. هذه الوضعية دفعت بالعمال إلى تصعيد الاحتجاج والتمسك بمطلبهم الرئيسي من خلال تنظيم عدة تجمعات وإضرابات سلمية كان أبرزها تجمع أكثر من 70 عاملا أمام شركة تسيير المساهمات للصناعات التحويلية، حيث كانت الشركة آنذاك توظف 235 عامل بمعدل إنتاج 1000 قطعة يوميا. وقد أبدت المؤسسة قبولها آنذاك بتسوية وضعيتهم لكن بشرط تسريح 88 عاملا بغية التخفيف من الأعباء على المؤسسة. ورغم تسريح العمال وبقاء معدل الإنتاج اليومي بنفس الوتيرة لم تسو وضعية العمال المتبقين إلى غاية اليوم -حسبهم-. وبعد سلسلة من المفاوضات التي قام بها العمال المعنيون مع إدارة المجمع، أفضى الأمر إلى اقتراح العمال بزيادة 16 بالمئة بالنسبة لسلم الأجور، لكن المعنيين رفضوا هذا واقترحوا بدل ذلك نسبة زيادة تقدر ب 5 بالمائة فقط بشرط رفع القيمة المضافة، مع موافقة مدير المجمع. وهذا الاقتراح بدوره كان سبب مباشرة العمال لسلسلة من الاحتجاجات على أساس أنهم غير مسؤولين عن القيمة المضافة. وقد أثمرت مساعي ممثلي العمال على استدعاء مدير المجمع لممثلي العمال في أول يوم من الإضراب، وتقديم اقتراح بزيادة تقدر ب 1000 دج إبتداء من مارس المقبل، و800 دج في شهر مارس. وقد أبدى العمال بعد اطلاعهم على نتائج الاجتماع رفضهم القاطع واقترحوا بدل ذلك 1000 دج إبتداء من الشهر الجاري و800 دج في شهر جويلية، وفي حالة عدم الاستجابة هددوا بقطع الطريق الوطني رقم 5 وتنظيم مسيرة بالمنطقة الصناعية للرويبة. نسيمة بلعباس