ذكرت صحيفة أمريكية الخميس أن أعداد الجنود المنتحرين جراء الضغوط العصبية في العراق وأفغانستان بلغت أرقامًا قياسية لم يسجلها الجيش الأمريكي منذ سنين طويلة. ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن المجندة إليزابيث وايتسايد والتي تعالج في مركز والتر ريد الطبي قولها أنها حاولت الانتحار مساء الاثنين الماضي لتنضم إلى ركب الجنود المنتحرين بعد الخدمة في العراق وأفغانستان. وأضافت وايتساي:" أنا أصبت بخيبة أمل شديدة في الجيش، أقدم على هذه الفعلة على أمل مساعدة الجنود الآخرين", وتشير الصحيفة إلى أن أعداد الجنود المنتحرين وصلت حدها الأعلى منذ قيام الجيش بتسجيل هذه الحالات في عام 1980، حيث أنتحر العام الماضي قرابة 121 جندي أمريكي بزيادة قدرها 20% عن عام 2006. كما تزايد عدد محاولي الانتحار بشكل كبير منذ العدوان على العراق، حيث حاول 2100 جندي الانتحار العام الماضي، وذلك مقارنة ب 350 فقط حاولوا الانتحار في عام 2002. وتوضح الصحيفة أن الجيش الأمريكي لم يكن مستعدًا للتعامل مع حالات الانتحار ولا مع الضغوط النفسية التي يواجهها الجنود عقب الاشتراك في العمليات العسكرية. وخلال السنة الماضية، أوصت أربع لجان عالية المستوى بإجراء إصلاحات في الجيش لتحسين الرعاية العقلية والنفسية للجنود الأمريكيين غير أن هذا لم يتحقق كما يجب, وتوضح الصحيفة إنه من الناحية التاريخية فإن نسب الإنتحار من المفترض أن تقل عندما نشر الجنود الأمريكيين خارج البلاد، غير أن الذي حدث في السنوات الأخيرة كان مناقضًا لتلك الفرضية. وتقول الكولونيل إلسبيث كاميرون ريتشي المسئول عن الصحة النفسية بالجيش الأمريكي:" الانتحار ومحاولة الانتحار تتزايد على الرغم من الأشياء الكثيرة التي نعمل عليها لتقليل معدلات الانتحار, وتكشف دراسة ريتشي عن معدلات الانتحار أن برنامج مكافحة الانتحار في الجيش الأمريكي لم يكن مصممًا لمجابهة مثل الأوضاع الحالية حيث ينتشر الجنود الأمريكيين في حروب حقيقية خارج البلاد ولأشهر طويلة. وكالات