صد المقاتلون الاكراد في مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) السورية الحدودية مع تركيا السبت هجوما جديدا شنه تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف لعزلهم عن الحدود التركية والاطباق عليهم من الجهات الاربع وذلك رغم الغارات الاميركية ضد مقاتليه في سوريا كما في العراق. واعلنت القيادة العسكرية الاميركية للشرق الاوسط وآسيا الوسطى ان الطائرات الاميركية شنت يومي الجمعة والسبت 15 غارة على مواقع للتنظيم في سوريا و10 غارات اخرى على مواقعه في العراق. وقال الجيش الاميركي في بيان ان غارتين استهدفتا الجهاديين قرب كوباني ما ادى الى "تدمير موقعين" للتنظيم الاسلامي المتطرف. واذ أشارت واشنطن الى وجود مؤشرات "مشجعة" في كوباني حيث ساهمت غاراتها في وقف تقدم الجهاديين، اكدت ان هذه الغارات لا يمكنها لوحدها ان تمنع سقوط المدينة بايدي التنظيم المتطرف، مذكرة بأن "اولوية الولاياتالمتحدة" هي العراق حيث تواجه القوات الحكومية صعوبة كبرى في التصدي للجهاديين ولا سيما في غرب البلاد. وفي تفاصيل الغارات الاميركية في سوريا استهدفت غارة "معسكرا للدولة الاسلامية" في محافظة الرقة و"اوقعت فيه اضرارا". اما الغارات الاخرى فقد شملت احداها منطقة قرب دير الزور في شرق سوريا وكان الهدف منها "عرقلة موارد تمويل تنظيم الدولة الاسلامية عبر تدمير مراكز لانتاج النفط ونقله وتخزينه". ويعتمد تنظيم الدولة الاسلامية بشكل اساسي على بيع النفط لتمويل نشاطاته. بالمقابل استقدم الجهاديون تعزيزات جديدة الى عين العرب وشنوا هجوما جديدا. ويحشد الجهاديون قسما كبيرا من جهودهم لمهاجمة المدينة التي سيتيح الاستيلاء عليها السيطرة على شريط طويل من الاراضي على الحدود بين سورياوتركيا. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان "تنظيم الدولة الاسلامية استقدم تعزيزات عسكرية من المقاتلين والسلاح والعتاد من المناطق التي يسيطر عليها في ريفي حلب والرقة" الى عين العرب. واطلق الجهاديون عدة قذائف هاون على المركز الحدودي مع تركيا، بحسب صحافية في وكالة فرانس برس على الحدود التركية. واكد المسؤول الكردي المحلي ادريس نعسان الموجود حاليا في تركيا لوكالة فرانس برس ان التنظيم "استهدف المركز الحدودي والمباني المحيطة". واضاف ان التنظيم "شن ليلا هجوما عنيفا من شرق كوباني للوصول الى المعبر الحدودي، الا ان وحدات حماية الشعب ردت بقوة وصدته". واشار نعسان ايضا الى خمس غارات جوية شنها الائتلاف الدولي الليل الماضي في شرق وغرب وجنوب كوباني لدعم المقاتلين الاكراد. وتشهد كوباني منذ شهر هجوما واسعا يشنه الجهاديون الذي اقتحموا المدينة في السادس من تشرين الاول/اكتوبر، الا انهم لا يسيطرون سوى على نصفها، بحسب المرصد. واورد المرصد ان 35 جهاديا قتلوا في معارك وغارات الجمعة بينما قتل ثلاثة مقاتلين اكراد في المواجهات. على صعيد اخر، أعدم تنظيم الدولة الاسلامية بالرصاص شابا بتهمة تصوير مقاره في مدينة الباب بريف حلب في شمال سوريا، ثم قام بصلبه مدة ثلاثة ايام، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. في مكان آخر في حلب، أعدم مقاتلون من فصيل معارض شابين يقاتلان مع التنظيم المتطرف بعد اسرهما في معركة بين الطرفين غرب كوباني. والى الشمال مدينة الباب، أقدم عناصر من "لواء ثوار الرقة" على اعدام اسيرين من تنظيم الدولة الاسلامية كانوا اعتقلوهما خلال معركة في المنطقة مع التنظيم الجهادي. وذكر المرصد السوري ان احد القتيلين فتى في الخامسة عشرة. ورغم اهمية كوباني، صرح الجنرال لويد اوستن قائد القيادة العسكرية الاميركية المكلفة الاشراف على الغارات الجوية في العراقوسوريا، ان العراق "هو الاولوية بالنسبة الى الولاياتالمتحدة". من جهته حض مجلس الامن الدولي الاسرة الدولية على تعزيز دعمها للحكومة العراقية وقواتها المسلحة. وفي هذا الاطار شنت القوات الاميركية غارات على مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية قرب بيجي (200 كلم شمال بغداد) حيث توجد اكبر مصفاة للنفط في البلاد وخمس غارات حول سد الموصل الاستراتيجي في شمال البلاد ما ادى الى تدمير آليات واصابة مبنى يقيم فيه مقاتلو تنظيم الدولة الاسلامية. وفي هذا السياق، وافق مجلس النواب العراقي السبت على تعيين وزيري الداخلية والدفاع بعد تأجيل لاكثر من شهر، وفي خضم المعارك بين القوات العراقية وتنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على مساحات واسعة من البلاد. وقالت سميرة الموسوي من التحالف الوطني الشيعي لوكالة فرانس برس "وافق مجلس النواب اليوم على محمد سالم الغبان مرشح كتلة بدر داخل التحالف الوطني وزيرا للداخلية وخالد العبيدي وزيرا للدفاع مرشحا عن تحالف القوى الوطنية السنية". وحصل الغبان على 197 صوتا، بينما نال العبيدي 173 صوتا من اصل 233 نائبا حضروا الجلسة. ويبلغ عدد نواب المجلس 328 عضوا. وتضع هذه الخطوة حدا للتباينات التي حالت لاكثر من شهر، دون تعيين وزيري الدفاع والداخلية، وهما المنصبان اللذان كانا يداران بالوكالة طوال الاعوام الاربعة الماضية خلال عهد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي. ورحب وزير الخارجية الاميركي جون كيري باستكمال تشكيل الحكومة العراقية، وهو الشرط الذي اعتبرته الادارة الاميركية ضروريا لنجاح الحملة ضد تنظيم الدولة الاسلامية. وقال كيري في تصريح للصحافيين "انهما منصبان حاسمان في اطار الجهود التي تبذل ضد تنظيم الدولة الاسلامية (..) نحن مرتاحون جدا. نهنئ رئيس الحكومة العبادي ونأمل العمل معه باسرع وقت" في اطار التحالف الدولي القائم لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية. الى ذلك، التقى وفد اميركي في 12 تشرين الاول/اكتوبر وفدا من حزب الاتحاد الديموقراطي ابرز الاحزاب السياسية الكردية في سوريا، بحسب بيان صدر عن المتحدث باسم الحزب. ولا تؤيد تركيا التي لا تزال ترفض التدخل في سوريا رغم النداءات الملحة لحلفائها، مثل هذا اللقاء. اذ تخشى انقرة ان ينعكس دعم الاكراد في سوريا على مقاتلي حزب العمال الكردستاني الذين يشنون تمردا مسلحا على اراضيها منذ 1984. وفي بيروت صرح وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس ان لبنان لم يعد يستقبل رسميا اي نازح سوري باستثناء الحالات الانسانية بسبب عدم قدرته على استقبال مزيد من النازحين. وفي برلين اعلنت النيابة العامة الالمانية السبت اعتقال شخصين بتهمة تقديم دعم لوجستي الى تنظيم الدولة الاسلامية ومساعدة شاب في ال17 من العمر على التوجه الى سوريا والقتال في صفوف هذا التنظيم المتطرف.