دقت تقارير منظمة أطباء بلا حدود في مؤتمر طبي، المنعقد في برشلونة في إسبانيا، ناقوس الخطر، وحدّدت سيراليون كعاصمة عالمية للمرض، وأكد الأطباء بأن قرى بأكملها نسفها المرض ومسحها نهائيا من الخارطة ليس بعيدا عن العاصمة السيراليونية فريتاون. وقال أحد الأطباء الإسبان، من الذين زاروا سيراليون، بأن الإحصاءات والأرقام المقدمة من طرف السلطات في بلاد إفريقيا، دون الحقيقة وهي مجهرية مقارنة بالحقيقة، مع الإشارة إلى أن آخر حصيلة لمنظمة الصحة العالمية قالت بأن الحمى التي يتسبب فيها فيروس إيبولا المعدي، أودت بحياة 4922 شخص من أصل 13 ألفا أصيبوا بالمرض إلى غاية نهاية شهر أكتوبر. بينما تشير أرقام غير رسمية إلى أن المرض أودى بحياة عشرة آلاف شخص، غالبيتهم من دول غرب إفريقيا وبالخصوص من ليبيريا وسيراليون وغينيا. وقدمت وكالة الأنباء الفرنسية نموذجا سمته بالمرعب، وقع في قرية كان بها أربعون مواطنا هلكوا جميعا وبقي منهم شيخ واحد روى المأساة، وهو على فراش الموت. وحتى الطرق الحالية للكشف عن المرض صارت غير مجدية لأنها تقوم بالاختبار الطبي الذي يجبر الشخص على الخضوع لاختبار لفترة تتراوح من أسبوع إلى أسبوعين، وهي فترة طويلة إذا ما نظرنا إلى العدد الهائل من النازحين الأفارقة برا وليس جوا، ويوجد في الجزائر العشرات من الطلبة من هذه البلدان الثلاثة وخاصة من سيراليون، ممن يزاولون دراستهم في جامعات العاصمة وبومرداس وعنابة، ومع ذلك فإن الفحوصات لم تتم، بالرغم من أن وزارة التعليم العالي بالتنسيق مع وزارة الصحة، قد أبرقت لمديريات الخدمات الجامعية تعليمة قبل بداية الموسم، لأجل إجراء فحوصات على الطلبة الأفارقة واجتهد البعض واعتبرها تخص طلبة أقصى الجنوب الذي يقطنون في الحدود مع الدول الإفريقية. ولكن الطلبة الجزائريين ومنهم الدارسون في جامعة منتوري بقسنطينة اعتبروا ما طُلب منهم إهانة، وهو ما جعل غالبية الجامعات
لا تقوم بفحص الطلبة الأفارقة بمن فيهم طلبة سيراليون التي بلغ فيها عدد القتلى بفيروس إيبولا آلافا.