يعرض الكاتب والشاعر والملحن عبد الرحمان أمالو مؤلفاته الأدبية والفنية بتقنية البراي، وهذا لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة -لاسيما المكفوفين منهم- في التعليم والاندماج في المجتمع، حيث عبر الوزير الأول عبد المالك سلال الذي زاره رفقة وزيرة الثقافة ووفد وزاري هام، في الصالون الدولي للكتاب عن إعجابه بهذه المبادرة. وأكد سلال في حديث قصير جمعه مع المؤلف عبد الرحمن امالو بجناح دار النشر "انظر عن طريق المعرفة" التي تعرض كتبا بتقنية البراي، بأن الدولة ستستمر في دعم الكتاب، خاصة وأن الجزائر على موعد ثقافي هام، وهو "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية في 2015"، ولقيت الكتب والمؤلفات التي أصدرها أمالو بتقنية البراي اهتمام الوزير الأول، وفي هذا الإطار، أشار عبد الرحمن أمالو إلى ضرورة إتاحة مختلف المواد التعليمية للمكفوفين، وهو ما جعله يقدم كتبا بطريقة البراي وطرحها في السوق المحلية، حيث وعد الوزير الأول بتقديم الدعم والمساعدة لتشجيع نشر هذا النوع من الكتب التي تبقى فئة ذوي الاحتياجات الخاصة لاسيما المكفوفين منهم بحاجة ماسة إليها لإخراجهم من العزلة والانطواء الذي يعيشونه. وقال عبد الرحمان أمالو إن طريقة البراي الخاصة بشريحة المكفوفين تعتبر بمثابة لغة وكتابة من النوع العادي يجب تطويرها وتفعيلها وتعميمها على المكفوفين بالجزائر، مضيفا بأن الكتابة بالبراي هو نوع كتابي يحتاج إلى التطوير لاسيما في الجانب الفني الذي يجب أن لا يبقى محصورا في الكتابة العادية الخاصة بالتعلم أو التدريس، مشيرا إلى إمكانية إخراجها من طابعها الروتيني واستعمالها في الرسوم المتحركة والصور الفنية لمدى توافق طريقة اللمس والموضوع المراد إنتاجه، بالإضافة إلى توظيفها في القصص والروايات الشفهية المتعلقة بالأطفال، شريطة التعامل مع مختصين في المجال من أجل تقديم عمل مميز، مشيدا بالقدرة على الإبداع في هذا المجال الكتابي، رغم الصعوبات ومنها غياب الدعم المادي من طرف الدولة وقلة الاهتمام بشريحة المكفوفين، حيث يظل الدعم قائما على الإمكانات الشخصية والمساعدات المالية المقدمة إلى الجمعية. واعتبر أمالو أن ما يقوم به يدخل ضمن أخلاقه التي لا تسمح له بأن يقبض فلسا واحدا مما ينجزه لهذه الشريحة الضعيفة، بل على العكس هو دافع يحفزه لرسم البهجة على وجوههم. ويعتبر عبد الرحمن أمالو أول مؤلف الجزائري ينشر أعماله الأدبية بطريقة البراي، حيث تجاوزت ال30 كتابا، بالإضافة إلى أفلام وثائقية للمكفوفين، مست العديد من المجالات منها التاريخ والسياحة والدين والشعر والموسيقى، واعتمد في الكثير من الكتب على الصوت الذي يسمح للكفيف الذي لا يجيد طريقة البراي الاستمتاع بالقراءة من خلال السمع.