عرف جناح كتب البراي الذي حمل عنوان «نظرة عبر المعرفة» الذي خُصص لفئة المكفوفين من زوار المعرض الدولي للكتاب في طبعته 18، توافد أعداد كبيرة من المواطنين بمن فيهم الأطفال، على الجناح لاكتشاف هذا النوع من الكتب، لا سيما أن الكثير منهم يجهلون طريقة الكتابة والقراءة على هذا النوع من الإصدارات. لدى تواجد «المساء» بجناح كتب البراي الذي يُعتبر الجناح الوحيد بكل المعرض، شد انتباهنا فضول بعض الأولياء رفقة أطفالهم لمعرفة نوعية الكتابة التي استُخدمت بهذه الأخيرة، فيما راح بعضهم يسأل عن الطريقة التي يعتمدها المكفوفون لقراءة هذا الخط، الذي بدا لبعض الزوار صعبا حتى على المكفوفين أنفسهم، وهو ما أفادت به ممثلة الجناح السيدة يمينة، التي قالت: «على غرار باقي السنوات، شاركنا هذه السنة بمجموعة من الكتب المترجمة الخاصة ببعض المؤلفات، حتى يستفيد منها المكفوفون، وهي بمثابة النافذة التي يكتشفون عبرها العالم. ومن بين هذه الترجمات أذكر قصصا للأطفال وبعض الأناشيد الوطنية وكتيّبات حول الصلاة والوضوء وجانبا من حياة الرسول عليه الصلاة والسلام وبعض الكتب الخاصة بأمجاد الجزائر من أبطال الثورة، مثل ديدوش مراد وحسيبة بن بوعلي، ناهيك عن بعض الإصدارات الخاصة بالمناطق السياحية في الجزائر، ليتمكن الكفيف من اكتشاف وطنه عن طريق اللمس». ويرجع الاهتمام بترجمة وطبع ونشر هذه الإصدارات إلى عبد الرحمان أمالو صاحب دار النشر «نظرة عبر المعرفة»، وهو مؤلف أغان وموسيقيّ رغب، حسب ممثلة الجناح السيدة يمينة، في تقديم يد العون لهذه الفئة التي تعاني من نقص في الكتب الخاصة بالبراي، وتحديدا ما يخص القواميس التي لم يأت معرض الكتب بأي جديد عنها هذه السنة رغم أنها مطلوبة لدى هذه الشريحة، من أجل هذا أخذ على عاتقه المساهمة ولو بقدر بسيط في تأمين جانب من الكتب ليستفيد منها المكفوفون. ولتعميم الفائدة، دأب عبد الكريم وهو إطار بديوان المطبوعات المدرسية على زيارة الجناح وتقديم بعض الخدمات لزوار المعرض من الفضوليين الذين يسألون عن الطريقة التي يعتمدها المكفوف للقراءة، حيث أفاد الزوارَ بأن البراي لغة موجهة للمكفوفين تُقرأ من اليسار إلى اليمين بالاعتماد على حاسة اللمس. وبحكم أنها لغة كغيرها، فهي تتطلب وجود أشخاص متخصصين يقومون بتلقينها للراغبين في تعلّمها، سواء أكانوا من المكفوفين الذين يعتمدون عليها لطلب العلم، أم من الأشخاص العاديّين الذين يطمحون من وراء تعلمها الى تسهيل حياة المكفوف بدعمه وتعليمها له بعد تعلّمها، وهي عموما لغة صعبة، وتمثل تحديا لشريحة المكفوفين. وحول ما إذا عرف الجناح زيارة بعض المكفوفين له، أكدت يمينة أن الجناح شد انتباه معظم الزوار من جميع الشرائح بمن فيهم الأطفال، فيما كانت زيارات المكفوفين محتشمة؛ لأنه ربما يتعذر عليهم القدوم منفردين؛ نظرا لبعد مكان المعرض عنهم.