تحتفي الطبعة ال 19 من الصالون الدولي للكتاب، الذي تقام فعاليته بقصر المعارض بالصنوبر البحري بالعاصمة، بالكتب المطبوعة بالبراي، الموجهة لفئة المكفوفين، وهو اهتمام نوعي بدأ يعرف طريقه للمكتبات الجزائرية في السنوات الأخيرة، بالرغم من تأكيدات الوصاية في الطبعات السابقة على هذه المسألة، إلا أن الخطوة لا تزال بعيدة عن اهتمام الناشرين الجزائريين، وربما هو السبب الذي دفع بالوزير الأول عبد المالك سلال، يوم تدشين فعاليات الطبعة منذ أيام، إلى مطالبة وحثّ الناشرين الجزائريين والأجانب على ضرورة الاهتمام بتطوير كتاب البراي، مبرزا ”استعداد الدولة لمد يد العون للناشرين من أجل تطوير هذا المجال خدمة لفئة المكفوفين”. تقدم دار النشر ”الرؤية عبر المعرفة”، الحاضرة في الطبعة ال19 للصالون الدولي للكتاب مجانا لفائدة المكفوفين مؤلفات مطبوعة بتقنية البراي خصصت لتاريخ الثورة التحريرية. وتحوي هذه المؤلفات، المقدمة على شكل علب، والتي أعدت بمناسبة الذكري ال60 لاندلاع حرب التحرير، السيرة الذاتية للشخصيات الثورية التي صنعت الثورة، إضافة إلى بيان أول نوفمير 1954 وكذا الرسالة التي كتبتها الشهيدة حسيبة بن بوعلي لوالديها والنشيد الوطني التي طبعت كلها بتقنية البراي. وأوضح في هذا الشأن مدير دار ”الرؤية عبر المعرفة”، عبد الرحمن أمالو،أنه إضافة إلى هذا العمل المنجز بدعم من وزارة الثقافة، قدمت نفس المنشورات مطبوعات أخرى للمكفوفين من بين زوار الصالون، وبادرت دار النشر ”الرؤية عبر المعرفة” المتواجدة منذ عامين، بتوزيع مجانا للمدارس والجمعيات الخاصة بالمكفوفين ال35 عنوانا لكتب طبعتها وكتيبات مطبوعة بتقينة البراي حول مواضيع مختلفة ذات الصلة بالتاريخ والدين والثقافة العامة والسياحة والبيئة والفنون إلى غيرها. ويأمل أمالو، الذي أكد أن أقل من نصف عدد المكفوفين فقط الموجودين في الجزائر يتقنون تقنية البراي، في أن تخصص دار نشره نحو الكتاب السمعي الذي هو ”حاليا قيد الدراسة” على مستوى هذه المنشورات. كما خصصت دار ”الرؤية عبر المعرفة” فضاء بالجناح الخاص بالشباب بالصالون لفائدة المكفوفين وعائلاتهم الراغبين في تعلم البراي..